فشلت جهود الجماعات اليهودية المتطرّفة في حشد خمسة آلاف مستوطن، لتنفيذ ما كانت تخطّط له من اقتحام غير مسبوق للمسجد الأقصى. فقد أكد متحدّث باسم الأوقاف الأسلامية أن 1603 مستوطنين فقط شاركوا في جولتَي الاقتحام، الذي بدأ عند الساعة السابعة صباحاً، وانتهى قرابة الساعة الثانية ظهراً، علماً أنه في اقتحامات العام الماضي شارك 1687 مستوطناً.إلّا أنه في سابقة هي الأولى من نوعها، شارك أحد الوزراء (وزير النقب والجليل إيتسحاق فاسرلاف) وعدد من أعضاء «الكنيست» الحاليين والسابقين، في الاقتحام، على وقع النشيد القومي الصهيوني «هتيكفا». ومن بين الأعضاء الحاليين أرئيل كيلنر وعميت هليفي ودان إيلوز، وجميعهم من حزب «الليكود» الحاكم، وإلى جانبهم شولي موعالم، عضو «الكنيست» السابقة عن حزب «البيت اليهودي»، فضلاً عن زوجة الوزير المتطرّف، إيتمار بن غفير. وتخلّلت العملية تأدية مستوطنين ما يسمّى «السجود الملحمي»، وتوجيههم شتائم إلى المسلمين ومعتقداتهم، ومن ثمّ قيام جنود الاحتلال بالاعتداء على حراس المسجد، بمن فيهم رئيس الحراس عصام الزاغة.
وكانت سلطات العدو قد أغلقت، منذ ساعات الصباح، المسجد الأقصى، أمام المصلّين المسلمين الشبّان، وقامت بعد صلاة الفجر بإخلائه تماماً لتأمين الحماية للمستوطنين المقتحمين. وبدت ساحات المسجد شبه خالية بسبب تلك القيود، بينما تحوّلت البلدة القديمة إلى ثكنة عسكرية، بعد إرغام أصحاب المحالّ المقدسيين على إغلاق محالّهم لتسهيل حركة المستوطنين. وشهد شارع الواد عند ملتقى المسجد الأقصى مواجهات واشتباكات بالأيدي بين عدد من الشبّان المقدسيين ومجموعات من المستوطنين وجّهت الشتائم للعرب وهتفت بالموت لهم. كما شهد محيط باب السلسلة اعتداء قوات الاحتلال على مرابطات؛ من بينهم المرابطة نفيسة خويص، وإعاقة عمل الصحافيين.
يُذكر أن سلطات العدو كانت قد نشرت ما مجموعه 3200 عنصر من أجهزتها الأمنية المختلفة لتأمين هذه الاقتحامات، وتمرير «مسيرة الأعلام».