غزة | تواصلت الاتصالات، أمس، بين المقاومة الفلسطينية والوسطاء، الذين عادوا إلى طمأنة المقاومة إلى أن «مسيرة الأعلام» ستكون أكثر «تواضعاً» ممّا شهده العام الماضي، ولن تُحدث تغييرات في واقع مدينة القدس والمسجد الأقصى. وعلمت «الأخبار»، من مصادر مطّلعة، أن حركة «حماس» تلقّت اتّصالات عدّة من قِبل الوسطاء المصريين والقطريين والأمميين لتجنّب رد فعل من قطاع غزة تجاه المسيرة، وسط تعهّدات من حكومة الاحتلال بمنع حدوث استفزاز داخل الحرم القدسي. وبالفعل، فإن شرطة العدو منعت رفع الأعلام الإسرائيلية داخل الحرم، ومَن أخرجها من المستوطنين طلبت منه الشرطة إخفاءها.بدورها أبلغت الحركة، الوسطاء، أنها تراقب ما يجري في المسجد الأقصى، وأن جميع السيناريوات مطروحة أمامها في حال حاول الاحتلال تغيير الواقع في المسجد، مؤكدةً أن التطمينات التي ترسلها حكومة بنيامين نتنياهو لن تنطلي على المقاومة، وأن الحاكم لديها هو الوضع الميداني. أمّا حركة «الجهاد الإسلامي»، فأكدت، على لسان الناطق باسمها طارق سلمي، أن الاحتلال لن يستطيع حسم الصراع مع الشعب الفلسطيني ومقاومته عبر «مسيرة الأعلام» الاستيطانية وغيرها من المخطّطات والسياسات، مضيفةً أن المقاومة تتابع وتقيّم ما يحدث في القدس، وأنها «بالمرصاد لتصرّفات الاحتلال ومستوطنيه، كما أن الجماهير الفلسطينية مستمرّة في تفعيل كلّ الأدوات والوسائل الشعبية من خلال المسيرات والأنشطة والفعاليات، للتأكيد على الرواية والهوية الوطنية الفلسطينية».
أثارت رسائل وصلت إلى هواتف عدد من المشاركين في «مسيرة الأعلام» حالة من الرعب


في المقابل، تواصلت التهديدات الإسرائيلية للمقاومة عبر وسائل الإعلام العبرية، إذ قال داني دانون، عضو «الكنيست» عن حزب «الليكود»: «أقول لحماس لا تستفزّونا، لقد غدرنا الجهاد الإسلامي، فلا تجبرونا لنجعلكم الهدف التالي». لكن هذه التهديدات لم تمنع الآلاف من الفلسطينيين من التظاهر في عدّة مناطق من حدود قطاع غزة، احتجاجاً على ما تشهده مدينة القدس المحتلّة. وأشعل المتظاهرون الإطارات المطاطية، فيما أطلقت وحدات البالونات الحارقة عدداً من البالونات تجاه مستوطنات «الغلاف». كذلك، استجاب الغزيون لدعوات رفع الأعلام الفلسطينية ردّاً على «مسيرة الأعلام»، وتأكيداً على الهوية الفلسطينية للمدينة. وكانت أطلقت المقاومة في غزة صاروخاً تجريبياً تجاه البحر، وهو ما اعتبرته «القناة الـ14» العبرية رسالة تحذير من «حماس» على خلفية «مسيرة الأعلام»، ودليلاً على جاهزية الحركة لتنفيذ وعودها بخصوص المسيرة، فيما وضعت قوات الاحتلال المنظومات الدفاعية على أهبة الاستعداد، وبخاصة على حدود القطاع تحسّباً لقصف صاروخي وهجمات محتملة.
إلى ذلك، أثارت رسائل وصلت إلى هواتف عدد من المشاركين في «مسيرة الأعلام» حالة من الرعب في صفوف المستوطنين. إذ تضمّنت الرسائل، الآتية من جهة مجهولة، تحذيرات من وجود عبوة ناسفة، إضافة إلى تسلّل مقاوم فلسطيني بين المشاركين في المسيرة.