القاهرة | لعبت القاهرة دوراً محورياً في التوصّل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة، باذلةً جهوداً ديبلوماسية شاقّة استمرّت طوال الأيام الخمسة من التصعيد بين فصائل المقاومة الفلسطينية والعدو الإسرائيلي. وتكشف مصادر شاركت في تلك الجهود، لـ»الأخبار»، أن المفاوضات رافقها تعنّت إسرائيلي واضح، مضيفةً أن القاهرة ألغت، على خلفية ذلك، زيارة لوفد أمني رفيع كانت مقرَّرة إلى تل أبيب، وخفّضت مستوى التواصل مع الإسرائيليين لعدّة ساعات، وهو ما استدعى دخول الولايات المتحدة على الخطّ، في صورة اتّصالات مكثّفة سواءً على المستوى الأمني أو على مستوى وزارة الخارجية في البلدَين، بهدف تصعيد الضغط على حكومة بنيامين نتنياهو من أجل وقف القتال.وجاء هذا التدخّل الأميركي بعد التحذير المصري من مخاطر انفلات العنف حال انضمام بقيّة الفصائل الفلسطينية إلى المواجهة إلى جانب حركة «الجهاد الإسلامي»، والتنبيه إلى أن «خروج الأمر عن السيطرة سيصعّب عودة الهدوء أمنياً»، فضلاً عن التشديد على أن على «الحكومة الإسرائيلية حلّ مشكلاتها الداخلية بعيداً من التصعيد مع الجانب الفلسطيني أو حتى مع لبنان»، وفق المصادر نفسها. وطالبت القاهرة تل أبيب، أيضاً، عبر واشنطن، بضرورة الالتزام بما جرى الاتّفاق عليه مسبقاً بشأن الوضع في قطاع غزة أو حتى في القدس المحتلّة، لناحية احترام الأماكن المقدّسة، وعدم تشجيع المستوطنين على القيام باعتداءات، ورفع الغطاء الحكومي الداعم لهذه التحرّكات، تحت طائلة استدعاء عواقب وخيمة.
وطبقاً للمصادر نفسها، فإن الإمارات عبّرت، هي الأخرى، عبر اتّصالات رفيعة المستوى، عن استيائها ممّا يَجري، محذّرةً من إمكانية تأثّر علاقاتها بدولة الاحتلال سلباً، لا سيما في ضوء الأزمة القائمة بالأساس منذ أسابيع بين تل أبيب وأبو ظبي.