وبحسب الموقع نفسه، فإنه «يوم الجمعة، عُقد اجتماع في مقرّ "الشاباك"، وفيه صادق نتنياهو وغالانت على العدوان، وحُدّد يوم الأحد كساعة صفر لبدئه، ولكن في اللحظات الأخيرة، قرّر الجيش تأجيل الضربات، حتى نضجت ليل الإثنين - الثلاثاء الظروف المناسبة لبدء العملية».
اعتبر أعضاء من «عوتسماه يهوديت» أن الضغط الذي سلّطه بن غفير كان له الفضل في بدء العدوان
كذلك، أوضح «واينت» أن «نتنياهو لم يدعُ الكابينت إلى الاجتماع والمصادقة على الضربة لأنه لا يُتوقّع أن تقود إلى حرب»، وهو ما أعلنته أيضاً المستشارة القضائية للحكومة، غالي بهاراف-ميارا، التي ذكرت أنه «بناءً على المعلومات التي استُعرضت أمامها، لم يكن هناك داعٍ قانوني لعقد الكابينت للمصادقة على الضربة». وفيما انشغلت المنظومة السياسية منذ صباح أمس بقرار نتنياهو، وامتناعه عن إطلاع أعضاء المجلس الوزاري المصغّر على الموضوع، ادّعت مصادر أن رئيس الحكومة فعل ذلك حتى لا تُسرَّب معلومات قد يستخدمها بن غفير في إطار تسجيله النقاط، والظهور كمن ساهمت الضغوط التي مارسها في شنّ العدوان.
وعلى رغم ما تَقدّم، اعتبر أعضاء من «عوتسماه يهوديت»، خلال مقابلات مع الموقع وإذاعته، أن الضغط الذي سلّطه بن غفير كان له الفضل في بدء العدوان؛ إذ أشار عضو «الكنيست»، تسيفكا فوغل، إلى أن حزبه «مارس ضغوطاً منذ اليوم الأول لانضمامه إلى الحكومة» لتفعيل الاغتيالات السياسية، آملاً «استمرار هذه السياسة حتى إنْ دخلت حماس على الخطّ». وعلى هذه الخلفية، رأى المحلّل السياسي لـ«القناة 12» الإسرائيلية، عميت سيغال، أن «الهدف من العدوان هو الحفاظ على الحكومة الإسرائيلية من احتمال سقوطها»، إثر مقاطعة «عوتسماه يهوديت» جلساتها، واشتراطه للعودة إليها شنّ عملية عسكرية في الضفة الغربية المحتلّة. ولعلّ ممّا يعزّز هذا الافتراض، هو أن مقاطعة جلسات التصويت في الهيئة العامة لـ«الكنيست»، تعني عملياً فقدان الأغلبية المطلوبة لإقرار قانون الميزانية لعامَي 2023 - 2024، والذي إن لم يُقرّ حتى نهاية الشهر الحالي، سيقود أوتوماتيكياً إلى حلّ الحكومة.
ومن هنا، اعتبر سيغال أن «الأزمة بين نتنياهو وبن غفير انتهت هذه الليلة عند الساعة 02:24 في رفح»، واصفاً عملية «درع وسهم» بأنها «السلّم» الذي وُضع من أجل إنزال بن غفير عن «السقف المرتفع الذي صعد إليه». لكنّ المحلّل العسكري لصحيفة «يديعوت أحرونوت»، رون بن يشاي، أعرب عن اعتقاده بأن للعدوان ثلاثة أهداف: أوّلها تحقيق الردع، وثانيها منع «عمليات إرهابية» أخرى مخطَّط لها في الضفة الغربية، وآخرها «الانتقام» الذي رأى فيه «هدفاً عاطفياً وليس عسكرياً».