غزة | في الوقت الذي يواصل فيه اليمين المتطرّف في دولة الاحتلال التمهيد لأكبر استفزاز لمشاعر الفلسطينيين في مدينة القدس المحتلّة، وذلك عبر نيّته تمرير «مسيرة الأعلام» بشكل استعراضي داخل الحيّ الإسلامي وإدخالها إلى باحات المسجد الأقصى، أبلغت المقاومة الفلسطينية، الوسطاء، بأنها لن تسمح بتمرير المسيرة، وأنها لن تتردّد في الدخول في معركة جديدة للدفاع عن المسجد والمدينة المقدّسَين. وبحسب ما علمته «الأخبار» من مصادر في حركة «حماس»، فإن الحركة تواصلت، خلال الأيام الماضية، مع الوسطاء، ونبّهتهم إلى خطورة الدعوات التي تتبنّاها الجماعات الاستيطانية المتطرّفة لتنظيم «مسيرة الأعلام» بشكل استفزازي في القدس، محذّرة من أن «خطوات المستوطنين كفيلة بتفجير الأوضاع». وأشارت المصادر إلى أن «حماس» أبلغت المصريين بـ«ضرورة توقّف حكومة الاحتلال عن خطواتها الاستفزازية تجاه المسجد الأقصى»، مؤكّدةً أن «المقاومة الفلسطينية، ومعها مختلف أطراف حلف القدس، لن يسمحوا بتمرير المخطّطات الرامية إلى تغيير الواقع في المسجد». وفي الإطار نفسه، اعتبر المتحدّث باسم حركة «حماس»، عبد اللطيف القانوع، في تصريحات صحافية، أن «تسيير ما تسمّى «مسيرة الأعلام» في مدينة القدس، لا يمكن أن يغيّر من الواقع شيئاً أو يقلب الحقائق أو يُزيّف التاريخ»، مؤكّداً «(أنّنا) سنحافظ على المعادلة التي فرضتها المقاومة». وأضاف «(أنّنا) لا يمكن أن نسمح للاحتلال الصهيوني بتمرير مخطّطات تهويد المسجد الأقصى ومدينة القدس من خلال التقسيم، أو ذبح القرابين، أو مسيرة الأعلام، أو الطقوس التلمودية»، متابعاً أن «الشعب الفلسطيني ماضٍ في ثورته لإفشال أيّ محاولة لبسط السيطرة وفرض السيادة الصهيونية على مدينة القدس والمسجد الأقصى».
خلال الأيام الماضية، بدأت «منظّمات جبل الهيكل» بالتحشيد بكلّ قوّتها لاقتحام المسجد الأقصى

وكان موظّفون رفيعو المستوى في حكومة الاحتلال أعلنوا أن مسيرة المستوطنين واليمين المتطرّف في ذكرى احتلال القدس، والتي يطلَق عليها اسم «مسيرة الأعلام»، ستمرّ من باب العامود، مؤكدين أنه «لا توجد أيّ نيّة لتغيير مسارها الاعتيادي، حتى بثمن حدوث تصعيد»، بحسب ما نقل عنهم موقع «واينت» العبري. وأشار المسؤولون إلى أن المسيرة التي تُنظَّم في 18 أيار، ستكون تحت حماية الشرطة، فيما قال بعضهم: «نحن لا نفتعل منها قضية كبيرة، لأنه لا حاجة إلى تضخيمها، ونحن لا نتحدّث حولها، وخطواتنا تجري من خلال قنوات هادئة من أجل ضمان مرور الأحداث من دون مواجهات». كذلك، ذكرت مصادر عبرية أن وزير «الأمن القومي»، إيتمار بن غفير، أخبر مقرّبين منه أن الشرطة ستحرص على أن يسير العرض في مساره، وليس كما كان في السنوات السابقة، فيما أشارت مصادر في المستوى الأمني إلى أن «المسيرة هي حدث مخطَّط له مقدّماً، وكلَّ عام قد يفجّر الأوضاع، ولذلك يتمّ الاستعداد له مسبقاً، مع مراعاة مختلف السيناريوات المحتملة».
وخلال الأيام الماضية، بدأت «منظّمات جبل الهيكل» بالتحشيد بكلّ قوّتها لاقتحام المسجد الأقصى في يوم «الاحتفال» بذكرى احتلال القدس عام 1967. وتعتزم هذه الجماعات تنفيذ الاقتحام الأكبر للمسجد بواقع 5000 مستوطن يوم الخميس بدلاً من يوم الجمعة، كي تتجنّب الاشتباك مع الفلسطينيين، فيما يُوقّع أن يتخلّل الفعاليات أداء «رقصة الأعلام» وإطلاق شعارات عنصرية والاعتداء على المقدسيين. والجدير ذكره، هنا، أن رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، قرّر تغيير مسار المسيرة الاستفزازية في أيار 2021، بحيث تمرّ من باب الخليل وليس من باب العامود في طريقها إلى باحة حائط البراق. وقد أوقفت الشرطة المسيرة حينذاك في أعقاب إطلاق قذائف صاروخية من قطاع غزة باتجاه منطقة القدس، احتجاجاً على اعتداءات الشرطة على المصلّين في المسجد الأقصى ومحيطه والتنكيل بهم، وتبع ذلك عدوان إسرائيلي على قطاع غزة استمرّ قرابة عشرة أيام. وفي العام الماضي، سمحت حكومة نفتالي بينيت ويائير لابيد بتنظيم المسيرة الاستفزازية ومرورها في باب العامود، وتجاهلت احتمال التصعيد الذي لم يحدث، فيما سُجّل ارتكاب المستوطنين اعتداءات واسعة على المقدسيين.