يدور حديث عن أزمة داخل أروقة النظام، وسط تباين في وجهات النظر إزاء التعامل مع الأزمة الاقتصادية
في هذا الوقت، بدأ الحديث يتزايد عن تباين داخل أروقة النظام إزاء التعامل مع الأزمة الاقتصادية، واحتمال إحداث تغييرات ستطال الحكومة والمجموعة الاقتصادية من أجل امتصاص غضب الجهات الدولية المعترضة على المسؤولين الحاليين، بسبب عدم تنفيذ تعهّداتهم السابقة، علماً أن عدداً من الشخصيات ذوي الخبرة يرفضون تولّي مناصب رفيعة من دون صلاحيات كاملة. يأتي ذلك بينما رفعت الحكومة توقّعاتها لعجز الموازنة الكلّي إلى الناتج المحلي في السنة المالية المقبلة إلى 7%، بعد أقلّ من ثلاثة أسابيع على توقّعات بـ 6.3%، فيما تشير وثائق حكومية يجري تداولها إلى أن العجز سيناهز الـ 8%. ويكتفي رئيس الحكومة مصطفى مدبولي، ووزير المالية محمد معيط، بتأكيد التزام الحكومة بسداد الديون في مواعيدها، على رغم تراجع تصنيف الاقتصاد المصري وتخفيض التصنيف الائتماني مع نظرة مستقبلية سلبية.
ولغاية الآن، لم تحصل الحكومة على الشريحة الثانية من قرض «النقد الدولي»، والتي كان يفترض أن تُصرف في آذار الماضي، فيما لم يُحدّد موعد للمراجعة التي سيجريها مسؤولو «الصندوق» مع الحكومة، وخاصّة في ظلّ استمرار إعداد الموازنة التي ستتضمّن فرض ضرائب جديدة، إذ تسعى الحكومة إلى زيادة الإيرادات بنسبة 41%، من بينها 71% من خلال الضرائب، يُتوقّع أن تعادل 1.529 تريليون جنيه، وهو رقم يبدو صعب التحقُّق. كذلك، تتضمّن موازنة العام المالي الجديد، رفعاً للفوائد على الديون لتصبح 1.120 تريليون جنيه، بزيادة تبلغ 44.5% مقارنة بموازنة السنة الحالية. وفي ظلّ تسجيل سعر فائدة حقيقي يبلغ بالسالب 14.45%، وسعر فائدة عند 18%، تسود توقّعات بمزيد من إجراءات رفع الفائدة خلال الفترة المقبلة، بالتزامن مع خطوات لتحريك سعر الصرف للمرّة الرابعة في غضون 15 شهراً.