في تطوّر يمثل إحدى حلقات التماهي بين «القاعدة» في اليمن وبين «الدولة الإسلامية»، أشاد أحد قياديي «القاعدة» بـ«الانتصارات» التي حققها «الدولة» في العراق، وذلك عقب ممارسات عدّة بدأ التنظيم بارتكابها في اليمن أخيراً، تشير إلى محاولته اعتماد نهج «الدولة»، أبرزها المجزرة التي نفذها التنظيم بحق 14 جندياً في حضرموت. وأعلنت صنعاء أمس إلقاءها القبض على أحد المشاركين في ذبح الجنود.
وهنّأ القيادي ابراهيم الربيش في تنظيم «القاعدة في جزيرة العرب» في تسجيل مصوَّر نُشر على الانترنت «الدولة الإسلامية» و«جميع المجاهدين في شتى الجبهات وجميع المسلمين بالانتصارات التي حققها إخواننا في العراق على أذناب المجوس». وأضاف الربيش الذي يعتبر المنظر الرئيسي في التنظيم: «من ذا الذي لا يفرح بانتصار أهل السنة ودحر عصابات (رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري) المالكي التي أذاقت أهل السنة سوء العذاب».
وقال الربيش الذي أدرجت الحكومة السعودية اسمه على قائمة تضمّ 85 شخصاً مطلوباً القبض عليهم: «لقد توصل أهل السنة في العراق إلى أن التعايش مع الروافض أمر غير ممكن... وأنبّه عامة أهل السنة هنالك إلى أن قتال الروافض واجب شرعي وخيار واقعي لا بديل منه». وأضاف: «إن الحالة نفسها تتكرر في اليمن وفي الخليج»، متسائلاً: «هل سيستفيد أهل السنة من درس العراق فيبادروا ويكونوا أصحاب الفعل، أم لا بد أن تتكرر مآسي العراق ليصل أهل السنة في المناطق الأخرى إلى النتيجة التي وصل إليها إخوانهم؟».
وفي السياق نفسه، اعتقلت السلطات الأمنية أحد المشاركين في ذبح الجنود الـ14 في حضرموت يوم الجمعة الفائت. وأعلن رئيس هيئة الاركان العامة في اليمن اللواء أحمد الأشول أمس، أن الجيش «تمكن من القبض على أحد العناصر المشاركة في جريمة ذبح الجنود»، بعد إصابته بطلقات نارية أثناء الاشتباك مع أفراد من الجيش. وأضاف الأشول خلال اجتماع للحكومة أن «الإرهابي الذي قبض عليه توفي متأثراً بإصابته بعد إجراء التحقيقات معه»، من دون الإشارة إلى هويته. وأكد أن «الجهود مستمرّة لملاحقة وتعقّب العناصر الإرهابية التي أقدمت على ارتكاب تلك الجريمة الشنعاء».
من جهتها، أكدت الحكومة اليمنية في اجتماعها أمس، «عزمها على مواصلة نهجها في ترسيخ الأمن والاستقرار، وإفشال كل المخططات الرامية إلى إشاعة العنف وإقلاق السكينة العامة، وحث جميع أبناء الوطن الشرفاء على مساندة جهود الدولة لمكافحة التطرف والإرهاب، باعتبار ذلك مسؤولية تضامنية تهم الدولة والمجتمع بمختلف شرائحه على حد سواء».
أمنياً، تجددت الاشتباكات بين الحوثيين وأنصار حزب «التجمع اليمني للإصلاح»، في محافظة الجوف شمال البلاد. المواجهات في المحافظة المحاذية للمملكة العربية السعودية أدت إلى مقتل 15 شخصاً على الأقل، بحسب مصادر قبلية.
وأشارت المصادر إلى أن القتال اندلع ليل أول من أمس وسط استخدام الطرفين الأسلحة الثقيلة مثل الدبابات التي استولى عليها المقاتلون في وقتٍ سابق من الجيش اليمني.
من جهةٍ أخرى، وقع انفجار صباح أمس في محافظة لحج جنوب اليمن، أدى إلى وقوع 8 قتلى و17 جريحاً. وقال مسؤول أمني إن «خبراء المتفجرات تمكّنوا اليوم (أمس) من تفكيك عبوة ناسفة عُثر عليها على الطريق العام مدينة صبر، وعند نقلها لإحدى السيارات، تم تفجيرها عن بعد، ما أدى إلى مقتل 8 بينهم ضابط في البحث الجنائي، واثنين من خبراء المتفجرات، فيما لم تتحدد بعد هويات الخمسة الآخرين». وأضاف المسؤول أن 17 آخرين من الجنود والمواطنين جرحوا خلال الانفجار وتم نقلهم إلى المستشفيات لتلقي العلاج، بعضهم جراحهم خطيرة.
تجدر الإشارة إلى أن محافظات لحج ومحافظات جنوبية أخرى تشهد هجمات متكررة من قبل «القاعدة»، وحوادث اغتيال لأفراد الجيش والأمن.


(الأناضول، رويترز)