لا تزال قوات «الدعم السريع» تستخدم تكتيكات الاحتماء في منازل السكّان
ويرى الكاتب الصحافي، عاد عبد الرحيم، أن الحرب لن تنتهي في القريب العاجل، وأن طرفَي الأزمة لا يرغبان في التفاوض ولا يمتلكان إرادة كافية لإنهاء الحرب. ويشير عبد الرحيم، في تصريح إلى «الأخبار»، إلى أن «قائدَي الجيش (عبد الفتاح البرهان)، والدعم السريع (حميدتي)، دخلا الحرب بدوافع ذاتيّة وشخصيّة»، معتبراً أن «أيّ دعوات للتفاوض ستؤجّل أحلامهما بقيادة الدولة بصورة منفردة، وستجعلهما خاضعَين لعملية سياسية سيكون المدنيون فيها الفاعل الرئيس، وستفضي إلى خروج العسكر من الحياة السياسية، وهو ما ليس مقبولاً بالنسبة إلى الرجلَين، على رغم ترديدهما عبارات تؤكد التزامهما بالعمليّة السياسية والتحوّل الديموقراطي». ويلفت عبد الرحيم إلى أن «الانتصار في الحرب وحسْم المعركة لمصلحة البرهان أو حميدتي، سيجعل المنتصر الفاعل الرئيس في الحياة السياسية خلال الفترة المقبلة»، مضيفاً إن «قبول الجانبَين الجلوس للتفاوض - إذا تمّ - فهو كُرمى للمجتمع الدولي، ولكن لن يكون هناك تفاوض». ويتّسق ما تقدَّم، مع حديث عضو «مجلس السيادة»، الفريق ياسر العطا، الذي أكد أنه «لا تفاوض مع حميدتي»، وأن الأخير «يجب أن يُقدَّم إلى العدالة».
في غضون ذلك، أعلن الجيش السوداني أنه قضى، خلال الأسبوعَين الماضيَين، على نحو 45% إلى55% من قوّة «الدعم السريع». وذكر، في بيان، أنه أَحبط كلّ عمليّات التعزيزات العسكرية لخصومه، القادمة من جهة الغرب، وتلك القادمة من الحدود الشمالية للبلاد. ووفق البيان، فإنّ الجيش «لن يسمح بقيام أيّ تشوّهات في البنية العسكرية مستقبلاً»، في إشارة إلى قيام قوات موازية له، كـ«الدعم». وأضاف: «ورثت البلاد عبئاً ثقيلاً لخطأ النظام البائد الاستراتيجي بتكوين ميليشيا الدعم السريع، وهو ما تدفع ثمنه الآن الدولة السودانية باهظاً، تخريباً للبلاد وترويعاً للمواطنين». وفيما تتواصل الاشتباكات، لا تزال قوات «الدعم السريع» تستخدم تكتيكات الاحتماء في منازل السكّان، وخاصّة تلك التي فرّ منها أصحابها، هرباً من قصف الطائرات، وهو ما قد يطيل أمد الحرب، في رأي مصدر عسكري، قال، لـ«الأخبار»، إن قوات حميدتي «اعتمدت على التخفّي داخل الأحياء وفي الشوارع الضيّقة، ما يصعّب مهمّة الجيش الذي يحرص على هزيمتها بأقلّ الخسائر، ومن دون تدمير للبنى التحتية»، مستبعداً استسلام «حميدتي» الذي «سيقاتل حتى الموت، أو إلى أن تقوم الدول الحليفة له باجلائه إلى الخارج بغية رجوعه مرّة أخرى».