ريف دمشق | في ظلّ طوق محكم يفرضه الجيش السوري على مقاتلي «النصرة» و«جيش الإسلام»، ومع دخول اشتباكات شمال بلدة المليحة في الغوطة الشرقية يومها الستين، نجحت وحدات الجيش السوري أمس في التقدم نحو الحدود الشمالية الغربية للمليحة، ما أفضى إلى ضبط آخر طريق إمداد للمسلحين، وسد الثغر التي حاولت المعارضة المسلحة فتحها عبر التفجيرين الانتحاريين خلال الأسبوعين الماضيين. مصدر ميداني وصف عملية امس، بأنها «استكمال للطوق المفروض على مسلحي المليحة.
الآن يمكن القول إن الدائرة التي أمّنها الجيش كفيلة بفرض حصار طويل الأمد على المسلحين في شمال شرق المليحة، مع العلم أن انتظارهم مساندة تأتيهم من الغرب بات مجرد أوهام».
في موازاة ذلك، خاض الجيش السوري قتالاً عنيفاً مع مسلحي داريا على الحدود الشمالية للبلدة، ما أدى إلى سقوط اثنين من المسلحين قتيلين، فضلاً عن ستة جرحى، فيما نفذ سلاح الجو غارات على تجمعات مقاتلي المعارضة في كلّ من داريا وزاكية وخان الشيح في الغوطة الغربية، وبلدات حمورية وعربين وعين ترما والمليحة وشمال دوما في الغوطة الشرقية، ما أدى إلى سقوط أكثر من 20 مسلحاً بين قتيل وجريح.

مقتل قائد «لواء
وأعدّوا» في معارك القلمون في ريف دمشق


وتستمر الاشتباكات بين الجيش ومسلحي «جيش الإسلام» و«النصرة» في حي جوبر الدمشقي، في وقت انخفضت فيه أعداد قذائف الهاون المتساقطة على العاصمة دمشق، حيث أصيب شخصٌ واحد في سقوط لإحدى القذائف بالقرب من ثكنة كمال مشارقة في منطقة الزبلطاني. وفي القلمون، في ريف دمشق الشمالي، قتل قائد لواء «وأعدوا» التابع لـ«الاتحاد الاسلامي لاجناد الشام» أبو محمد الرفاعي مع 7 معه في اشتباكات مع الجيش أمس.
إلى ذلك، صدّت وحدات الجيش إحدى محاولات المعارضة التسلل من بلدة جاسم إلى إنخل في ريف محافظة درعا، فيما اشتبك الجيش مع «جبهة ثوار سوريا» و«النصرة» على جبهات عدة داخل المحافظة، أبرزها سملين ونوى، في وقت استهدف فيه سلاح الجو تجمعات المسلحين في كلٍّ من الشيخ مسكين والحي الأوسط داخل نوى. وفي القنيطرة، قتل أكثر من ستة مسلحين من جراء استهداف سلاح الجو نقاط المسلحين في الجديدة وبئر العجم وبريقة في الريف الغربي للمحافظة.

معارك دير الزور مشتعلة

وفي ريف دير الزور الشرقي، تستمر الاشتباكات العنيفة بين «الدولة الاسلامية» وعشائر الشعيطات، وكذلك مع العشائر في منطقة غرانيج. وذكر مصدر محلي لـ«الأخبار» عن «مقتل العشرات في صفوف الطرفين، وأن الاوضاع تتّجه الى الاسوأ». وأضاف المصدر أنّ «داعش مصمم على السيطرة على الشعيطات ومحيطها، والمسلحون مستمرون في ارتكاب المجازر».
وفي الحسكة، عادت الاشتباكات بين «وحدات حماية الشعب» الكردية ومسلحي «داعش» في قرى الراوية ودهماء وكوع شلاح التابعة لمدينة رأس العين في ريف الحسكة. وبحسب المصادر الميدانية، قتل أكثر من 8 مسلحين من «داعش»، فيما أصيب عدد من مقاتلي «الوحدات الكردية».
وفي الرقة سيطر الجيش على منطقة القليع بالقرب من مدينة السخنة الواقعة على طريق تدمر ــ الرقة بعد اشتباكات عنيفة مع «الدولة».
إلى ذلك، عادت السخونة إلى جبهة شمال حلب (باسل ديوب) من جديد، حيث الكيلومترات الأخيرة المفتوحة امام المسلحين باتجاه الريف الشمالي، عبر استهداف وحدات الجيش لمواقعهم ولرتل كبير من آلياتهم في المنطقة الممتدة من حندرات باتجاه الكاستيلو. وقال مصدر عسكري لـ«الأخبار» إن «أكثر من عشرين مسلحاً قتلوا في الكاستيلو، كما قتل عدد آخر في هجومين نوعيين استهدفا تجمعين للمسلحين في أرض الملاح ومدينة هنانو».
كذلك قال مصدر معارض إن عشرات من عناصر «جبهة النصرة» و«الجبهة الإسلامية» قتلوا قرب مقبرة الشيخ جاكير في حلب القديمة أثناء محاولة دفن أحد قياديي «النصرة»، الذي قتل في معارك جنوبي شرق حلب إثر استهدافهم من قبل الجيش.
في السياق، ألقى تنظيم «جيش المجاهدين» القبض على عدد من المسلحين من فصيل «لواء التوبة» المنضوي في «غرفة عمليات جنوب حلب» بتهمة العمل لمصلحة تنظيم «الدولة». وفي كويرس شرقي حلب، تراجعت حدة الهجمات التي يشنها «الدولة» على المطار في المنطقة.