غزة | تترقّب المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة تطوّرات الأحداث في المسجد الأقصى، ومحاولات حكومة الاحتلال فرْض وقائع جديدة هناك، وسط استعدادات لتصعيد كبير في حال السماح للمستوطنين بذبح القرابين داخل المسجد. وفي انتظار ما ستؤول إليه الأمور، جدّدت المقاومة إطلاق الصواريخ على مستوطنات «غلاف غزة»، مستهدِفةً تأكيد جدّيتها في الردّ على جرائم العدو. وبحسب مصادر فلسطينية تحدّثت إلى «الأخبار»، فإن هذا الردّ «يحمل رسائل واضحة بأن القطاع مستعدّ للمواجهة، ولن يسمح بتمرير ذبح القرابين أو الاستمرار في الاعتداء الوحشي على المصلّين والمعتكفين في المسجد». وأشارت المصادر إلى أن «هناك مشاورات تُجريها الفصائل الفلسطينية مع حلفائها في محور المقاومة لمواجهة المخطّطات الإسرائيلية الجديدة»، بينما ذكرت مصادر في حركة «حماس» أن رئيس المكتب السياسي للحركة، إسماعيل هنية، وصل أوّل من أمس، إلى العاصمة بيروت، حيث سيعقد سلسلة مشاورات ولقاءات مع عدّة أطراف من بينهم قيادة «حزب الله»، للتباحث في التطوّرات الميدانية في الأراضي المحتلّة.ميدانياً، أطلقت المقاومة الفلسطينية، فجر أمس، رشقة قذائف صاروخية تجاه مستوطنات «الغلاف» ردّاً على تكرار جريمة الاعتداء على المصلّين، سقطت إحداها في منطقة «أوفاكيم» حيث كان يتواجد رئيس هيئة الأركان في جيش الاحتلال، أفيف كوخافي، محتفلاً مع وحدات الجيش بعيد الفصح اليهودي. وبعد وقت قصير من ذلك، قصفت طائرات الاحتلال موقعاً للمقاومة وسط غزة، ما أدّى إلى أضرار مادّية، من دون أن يُبلَّغ عن سقوط إصابات. وأفادت وسائل إعلام عبرية بأن سبعة صواريخ أُطلقت من القطاع تجاه مستوطنات «الغلاف» والنقب الغربي، فيما أوضح المتحدّث باسم جيش العدو أن «5 منها انفجرت في أجواء الغلاف، و2 في اتّجاه البحر، بينما لم يتمّ تفعيل أيّ صواريخ اعتراضية». وكانت وسائل الإعلام العبرية ذكرت أن صافرات الإنذار دوّت قرب مدينة «أوفاكيم» في الداخل المحتلّ التي تبعد حوالي 35 كم عن غزة، وفي منطقتَي «دوروت» و«حفات شيكميم» في النقب الغربي.
في غضون ذلك، أفادت مصادر محلّية، فجر أمس، بإصابة مواطنين بحالات اختناق بالغاز السام المسيّل للدموع، خلال مواجهات مع قوات الاحتلال في مناطق مختلفة من حدود قطاع غزة. وشارك آلاف المواطنين في مسيرات احتجاجية غاضبة في مختلف مدن القطاع، من رفح جنوباً حتى بيت حانون شمالاً، كانت دعت إليها القوى والفصائل تنديداً بجرائم الاحتلال بحقّ المرابطين في المسجد الأقصى.