بعد مرور أكثر من ثلاثة أسابيع على أدائه اليمين الدستورية لولاية ثالثة، أصدر الرئيس السوري بشار الاسد أمس مرسوماً بإعادة تكليف رئيس الوزراء وائل الحلقي بتشكيل حكومة جديدة. وخلافاً للتوقّعات التي رشّحت عودة معارضين معتدلين الى سوريا، وتشكيل حكومة «بنفس سياسي» جديد، أبقى الرئيس السوري على الحلقي الذي يتولّى منصبه منذ التاسع من آب 2012، خلفاً لرياض حجاب الذي أعلن انشقاقه في ذلك الوقت. وفي سياق آخر، أكد وزير الدولة لشؤون المصالحة الوطنية علي حيدر أن الظروف الموضوعية في حلب «حاضرة وجاهزة للانطلاق بمشروع المصالحة الوطنية الذي هو مشروع راهن وضروري لهذه المدينة». وأضاف حيدر، خلال لقائه فعاليات رسمية وأهلية وشعبية في حلب بحسب وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، أن المصالحة يجب أن يقودها أبناء حلب في المدينة والريف، مشيراً إلى أن حلب «أفشلت رهانات الأعداء الذين أرادوها بوابة لعبورهم واعتدائهم على سوريا فكانت السد المنيع والمقاوم والصامد في وجههم». وأشار إلى أهمية اللقاءات الميدانية مع الفعاليات المختلفة تمهيداً للانطلاق منها إلى ورش وفرق عمل على أرض الواقع «تعمل لإعادة المغرر بهم إلى جادة الصواب والى حضن الوطن».

ميدانياً، استمرت الاشتباكات بين الجيش السوري والجماعات المسلّحة في عدد من المناطق، فيما تستعر المواجهات بين تنظيم «الدولة الاسلامية» («داعش») والعشائر في ريف دير الزور الشرقي. وارتكب التنظيم أمس مجزرة بحق العشرات من أبناء عشيرة الشعيطات في قرية الشعفة في ريف دير الزور الشرقي، بينهم نساء وأطفال. وأكّدت مصادر محلية لـ«الأخبار» أن «المجزرة أودت بحياة عشرات المدنيين النازحين من الشعيطات الى الشعفة، وهم كانوا في إحدى مدارس القرية، وبينهم نساء وأطفال». وكان التنظيم قد أعدم أول من أمس أكثر من 15 مقاتلاً من العشائر من الشعيطات في ريف دير الزور. وارتفعت في الآونة الأخيرة المجازر بحق أبناء عشيرة الشعيطات عبر خطفهم وإعدامهم، مقابل استمرار مسلحي العشائر في الدفاع عن أنفسهم والتصدي لـ«داعش». وأكّدت مصادر محلية تطوع عدد كبير من الأطباء والممرضين لمساعدة العشائر ضد «الدولة». وأول من أمس، قتل عشرات المسلحين من «الدولة» إثر الاشتباكات المستمرة منذ 10 أيام مع العشائر في الشعيطات.
في موازاة ذلك، وبعد أن صدّ الجيش السوري هجوماً لـ«داعش» على مطار الطبقة في ريف الرقة، حشد مسلحو التنظيم أمس عشرات المسلّحين في محاولة لشنّ هجوم جديد، في الوقت الذي استمرت فيه الاشتباكات بينهم وبين وحدات الجيش في محيط المطار. واستمرت الطائرات الحربية في قصف مقار تابعة للتنظيم في مدينة الرقة.
وفي حلب، هاجم مسلّحو «داعش» مطار كويرس (الريف الشرقي للمدينة)، غير أن الجيش تصدّى لهم بغارات جوية. وفي مينة الباب (شمال شرق حلب) قتل الجيش السوري أحد قياديي التنظيم المذكور، المدعو «أبو حمزة الأنصاري»، في معارك ضارية اندلعت بين الطرفين. واستمرت الاشتباكات بين التنظيم والجماعات المسلّحة في بلدة اخترين في ريف حلب الشمالي. الى ذلك، ألقى كل من «جبهة النصرة» والجبهة الاسلامية» القبض على عدد من قادة «لواء الربيع العربي» التابع لـ«الجيش الحر» في حلب، بتهمة «الفساد».
على صعيد آخر، استمرت الاشتباكات في محيط بلدة مورك في ريف حماه بين الجيش ومسلحي «النصرة»، كذلك قرب حاجزي الشليوط والقرامطة شمال مدينة محردة في ريف حماه.
وفي مخيم اليرموك، جنوب العاصمة، دارت اشتباكات بين الجيش و«الجبهة الشعبية ــ القيادة العامة» من جهة والمسلحين من جهة ثانية، أثناء توزيع الطرف الأول أكثر من 450 سلة غذائية للمواطنين. أما في القنيطرة، جنوباً، فصدّ الجيش هجوماً على قرية الدوحة، في الوقت الذي اندلعت فيه اشتباكات عنيفة في حي المنشية في درعا بين الجيش ومسلحي «النصرة».
على صعيد آخر، ذكر موقع «سبق» الإلكتروني السعودي أمس أن أربعة سعوديين نالوا عقوبة السجن بين أربعة أشهر وسنتين وعشرة أشهر، إثر إدانتهم بالالتحاق بالمجموعات المسلحة التي تشارك في القتال الدائر في سوريا. وبحسب الموقع السعودي، سلّم الأربعة أنفسهم للسلطات السعودية فور عودتهم من سوريا، «الأمر الذي يفسر العقوبة المخففة الصادرة بحقهم».
(سانا، أف ب، رويترز، الأخبار)