غزة | في الوقت الذي واصل فيه العدو تصعيد اعتداءاته في مدن الضفة الغربية المحتلّة حيث قضى أكثر من 83 شهيداً منذ مطلع العام الجاري، نفّذت «سرايا القدس»، الذراع العسكرية لـ«حركة الجهاد الإسلامي»، أوّل من أمس، مناورة بالذخيرة الحيّة، حملت اسم «الوفاء لضفة الثوار». في موقع «حطين» العسكري التابع لـ«السرايا»، والذي أقيمَ على أنقاض مستوطنة «إيلي سيناي» شرق مدينة بيت لاهيا شمال غزة، بدأ مقاتلو الحركة، في تمام الساعة السادسة صباحاً، فعّاليات المناورة برشقة صاروخية تجريبية تجاه البحر، فيما على السياج الحدودي المحاذي، كانت جيبات الاحتلال وآلياته العسكرية تراقب التدريبات عن كثب، وفي السماء، طائراته المسيّرة تجوب أجواء القطاع حتى ساعات المساء. وأظهرت مشاهد مصوَّرة وزّعها الإعلام الحربي لـ«السرايا» إطلاق عشرات الصواريخ بمديات مختلفة، من بينها ثلاثة صواريخ ثقيلة ذات مدى طويل من راجمة كانت تتوسّط الموقع، بينما أصدرت قوّات الاحتلال، عندذاك، تنويهاً لأوّل مرّة للمستوطنين في غلاف غزة، حول إمكانية سماع انفجارات بسبب «مناورة الجهاد الإسلامي».وبحسب مصادر في «سرايا القدس»، فإن المناورة تحمل رسالة واضحة وصريحة، وهي الاستمرار في تعزيز معادلة «وحدة الساحات»، أيّاً كانت أكلاف ذلك، ولا سيّما في ظلّ «حرب الاجتثاث» التي تشنّها قوّات الاحتلال على خلايا المقاومة في الضفة الغربية بشكل يومي. وكانت «السرايا» قد نفّذت، في الـ18 من حزيران من العام الماضي، مناورة كبيرة أَطلقت عليها اسم «عزم الصادقين»، قبل أقلّ من شهر ونصف شهر من بدء جولة «وحدة الساحات» في 5 آب من العام الماضي. أمّا المناورة الحالية، فتوضح المصادر أنها جاءت في ضوء تعليمات تلقّتْها الوحدات القتالية كافة، بأن تكون على أعلى مستويات الاستعداد، وخصوصاً مع اقتراب شهر رمضان، وأيضاً «عيد الفصح اليهودي» (يبدأ في 6 نيسان) الذي تَكثر فيه اعتداءات الاحتلال على المسجد الأقصى، وأيضاً في ظلّ حالة الغليان التي يعيشها الأسرى في سجون العدو. من جهته، يرى الباحث السياسي، إسماعيل محمد، أن «توقيت المناورة، وتصريح نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، صالح العاروري، والذي أكد فيه أن اعتداءات الاحتلال المرتقَبة في شهر رمضان على الأقصى لن تمرّ من دون ردّ، يؤكّدان أن فصائل المقاومة حسمت أمرها، بدخول غزة على خطّ التصعيد المتوقَّع». ويَلفت محمد، في حديث إلى «الأخبار»، إلى أن «كلّ الوساطات لم تنجح في الحصول على ضمانات من المقاومة بالمحافظة على الهدوء»، مضيفاً أن «ما هو مطروح على الطاولة، موقف حادّ وواضح، بأن المقاومة في كلّ ساحات الوطن لن تقف موقف المتفرّج في ظلّ خطوات إسرائيلية تحمل بُعدَ حسمٍ للصراع».
المناورة تحمل رسالة واضحة وصريحة، وهي الاستمرار في تعزيز معادلة «وحدة الساحات»


وكان أبو حمزة، الناطق الإعلامي باسم «سرايا القدس»، أعلن أن «مناورة "الوفاء لضفة الثوار" تأتي وفاءً لشهدائنا ولأبطالنا ومجاهدينا في الضفة الغربية المنتفِضة، وفي إطار الاستعداد والتجهيز، إلى جانب المشاغلة والقتال في كلّ الساحات، ضمن فلسطين الجغرافيا الواحدة، حتى تحرير كامل التراب الفلسطيني المقدَّس من دنس العدوان». وأكد أن «الفعل الجهادي للمقاومين سيزداد اشتعالاً وتوقّداً عبر الكتائب والتشكيلات العسكرية في جنين، ونابلس، وطوباس، وقباطية، والخليل، وبلاطة، وجبع، وحتى عقبة جبر في أريحا وفي كلّ مكان». والجدير ذكره أن المناورة التي استمرّت حتى الساعة الثالثة من عصر الإثنين، وشاركت فيها جميع الوحدات العسكرية من الهندسية والمدفعية والقنص والدروع والراجمات، حاكت ظروف اندلاع المواجهة، ومهمّات الانتشار والهجوم والاقتحام. وفي ختامها، أشاد أبو حمزة بأداء المقاومين، قائلاً: «عكست المناورة كفاءة عالية لدى المقاتلين، وأكدت أنهم على الطريق الصحيح، وأنهم يمثّلون رأس الحربة في الدفاع عن أبناء الشعب الفلسطيني والمقدّسات الطاهرة والأسرى الأحرار وكلّ فلسطين من بحرها إلى نهرها».