صنعاء | دعت قيادة صنعاء، التحالف السعودي - الإماراتي، إلى اغتنام «فُرص السلام» المتاحة عبر الوساطة العُمانية، مؤكّدة أن اليد لا تزال على الزناد، وأن أيّ التفاف على «استحقاقات السلام» سيدفعها نحو إنهاء التهدئة الحالية. وحذّر زعيم حركة «أنصار الله»، عبد الملك الحوثي، في خطاب متلفز مساء الجمعة، من «نفاد صبرنا»، «إذا لم تُبادروا إلى التفاهم الجادّ والعملي لإنهاء المعاناة الإنسانية التي يعيشها الشعب اليمني». وفيما أشار إلى أن «رفْع القيود جزئياً عن ميناء الحديدة ومطار صنعاء يندرج في إطار خطوات بناء الثقة تنفيذاً لتفاهمات مسقط»، أشاد بالمساعي العمانية، مؤكداً استمرار «منحها الفرصة الكافية لإنجاحها». كذلك، رفَض أيّ مساع لتجزئة الملفّ الإنساني أو مقايضته بملفات أخرى، متمسّكاً، خلافاً لتوقّعات محسوبين على الحكومة الموالية لـ«التحالف» بأن تقابِل صنعاء تخفيف تلك القيود بالسماح باستئناف تصدير النفط من الموانئ الجنوبية، بقرار منع التصدير، راهناً إنهاءه «بموافقة الطرف الآخر على ربط عائدات النفط بصرف مرتبات الموظفين اليمنيين».
تلقّت صنعاء بلاغات من شركات طيران عربية أبدت رغبتها في استئناف رحلاتها الجوّية التجارية من مطارها الدولي إلى وجهات متعدّدة

في هذه الأثناء، أفادت مصادر مقرّبة من حكومة «الإنقاذ» بأن الأخيرة تلقّت بلاغات من أربع شركات طيران عربية أبدت رغبتها في استئناف رحلاتها الجوّية التجارية من مطار صنعاء الدولي إلى وجهات عربية وآسيوية متعدّدة. وأشارت المصادر، في حديث إلى «الأخبار»، إلى أن الحكومة تنتظر تنفيذ المزيد من خطوات بناء الثقة خلال الأيام المقبلة، خاصة في ما يتعلّق بصرف مرتّبات الموظفين، والإفراج عن الأسرى من مختلف الأطراف، وفتْح المعابر والطرقات بين المحافظات. إلّا أن مصادر ديبلوماسية مطّلعة تحتمل أن تتباطأ تلك الخطوات على خلفية استمرار واشنطن في التأثير سلباً على سيْر المفاوضات. وفي هذا الإطار، قال نائب رئيس حكومة «الإنقاذ»، جلال الرويشان، إن صنعاء «لم تلمس جدّية واضحة في فصْل الموقف السعودي عن الرغبة الأميركية»، مشدّداً على أن «هذه المراوحة لن تؤدي إلى نتيجة»، متّهماً «التحالف» بـ«العودة إلى استخدام الملفّ الإنساني كورقة تفاوضية للحصول على مكاسب سياسية». وفي الإطار نفسه، ذكرت صحيفة «الإمارات اليوم» أن «التحالف» وضَع شروطاً جديدة على صرْف المرتّبات، وهو ما رفضتْه صنعاء باعتباره محاولة لربط ملفّات إنسانية بأخرى عسكرية. وأشارت الصحيفة إلى وجود خلافات حول الضمانات، في إشارة إلى رفض صنعاء مُطالبة الرياض بمنطقة عازلة على الحدود.
في هذا الوقت، ومع عودة الحراك الأوروبي والأميركي والأممي بشأن الملفّ اليمني، عاودت روسيا الدخول على خطّ مفاوضات الحلّ، مشدّدةً على ضرورة تكثيف الجهود لضمان وقْف إطلاق النار بشكل مستدام، وإطلاق الحوار الوطني الشامل تحت رعاية الأمم المتحدة. وقالت السفارة الروسية لدى اليمن إن الممثّل الخاص للرئيس الروسي، ميخائيل بوغدانوف، ناقش، خلال لقائه المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، قضايا التسوية الشاملة للنزاع، وأشارت إلى أن الأخير اطّلع على اتّصالات الجانب الروسي مع ممثّلي مختلف القوى السياسية اليمنية والدول الإقليمية في إطار تعزيز تطبيع الوضع في اليمن، بما في ذلك حلّ المشكلات الاجتماعية والاقتصادية والإنسانية المتراكمة.