الحسكة | مع التكشّف التدريجي للآثار الكارثية للزلزال الذي ضرب سوريا، تُواصل الولايات المتحدة إرسال إشارات تستهدف من خلالها رفْع الحرج عن نفسها، بعدما ووجهت بحملة واسعة النطاق رفضاً لعقوباتها المفروضة على هذا البلد، والتي تحُول دون إغاثته وإعادة إعماره. ومن هنا، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن «الولايات المتحدة لا تُعارض تقديم أيّ دولةٍ مساعدات إلى سوريا، لكنّنا لا نشجّع تطبيع العلاقات مع نظام الأسد»، وذلك بعد نحو أسبوع على إصدار وزارة الخزانة استثناءً مؤقّتاً من العقوبات، لمدّة 180 يوماً، لتمكين الدول من الاستجابة لتداعيات كارثة الزلزال. على أن الاستثناء المُشار إليه لن يكون كافياً، بأيّ حال، لتجاوُز تلك التداعيات، خصوصاً أن الزلزال أجهزَ على البنى التحتية المتهالكة أصلاً، وأضاف آلاف العوائل إلى قائمة المُهجّرين داخلياً. ولذا، شدّد الأمين العام لـ«الصليب الأحمر الدولي»، جاغان تشاباجين، على «(أنّنا) يجب أن نكون في المناطق المنكوبة لمدّة عامَين، لأن الأزمة طويلة الأمد»، منبّهاً إلى أن «كارثة الزلزال كبيرة جدّاً، إلى درجة أنه لا مؤسّسة قادرة على الاستجابة لها منفردة». على رغم ما تَقدّم، يبدو أن الإشارات «الإيجابية» الأميركية شجّعت العديد من الدول، بما فيها دول أوروبية، على إرسال مساعدات إلى سوريا، أو إبداء استعدادها لإرسالها، أو حتى التمهيد لخطوات سياسية، مثلما فعلت السعودية التي ذكرت وكالة «سبوتنيك» الروسية أن «وزير خارجيتها سيزور سوريا خلال الأيام المقبلة».
دخلت، عبر معبر التايهة، قافلة مؤلَّفة من 100 صهريج، مُقدَّمة من الإدارة الكردية إلى حلب

في هذا الوقت، أعلنت «الإدارة الذاتية» الكردية، في بيان، أنه «بعد مرور 7 أيام على إعاقة وصول دعْمنا إلى المتضرّرين، سنقوم بسحب القافلة التي كانت موجودة عند معبر أم جلود، والمجهَّزة للمناطق المتضرّرة التي تحتلّها تركيا»، مبرّرةً ذلك بـ«إصرار تركيا ومرتزقتها على ربْط المساعدات بأمور ومواقف سياسية على حساب الضحايا». وكانت الفصائل المعارِضة أعلنت «استعدادها لقبول كلّ المساعدات الأهلية القادمة من مناطق سيطرة "قسد"، على ألّا تحمل طابعاً سياسياً، وهو ما حصل من خلال دخول نحو 150 شاحنة من أهالي دير الزور ومنبج والحسكة والرقة»، واصفةً «مساعدات "الذاتية" بأنها مسيّسة». في المقابل، دخلت، عبر معبر التايهة، قافلة مؤلَّفة من 100 صهريج، مُقدَّمة من الإدارة الكردية إلى المتضرّرين في مناطق سيطرة الحكومة في محافظة حلب، بعدما جرى حلّ الخلافات حولها. وفي هذا المجال، توضح مصادر ميدانية أن «القافلة دخلت بعد إلغاء قسد شروطها المتمثّلة في حصْر توزيعها في حيَّي الأشرفية والشيخ مقصود، الأقلّ تضرّراً من أحياء حلب»، مفيدةً بأن «40 صهريجاً ستتّجه إلى الشيخ مقصود والأشرفية، و60 إلى باقي الأحياء». وتتّهم المصادر «الذاتية» بـ«المماطلة في إدخال القوافل، لمعرفة الموقف الأميركي من هذه الخطوة»، معتبرةً أن «السماح بإدخالها لم يتمّ إلّا بعد الإعلان الأميركي عن عدم معارضة وصول المعونات من الجميع إلى مختلف المناطق السورية».