غزة | في ظلّ تواصُل المباحثات بين الفصائل الفلسطينية والوسيط المصري بخصوص التهدئة في الأراضي المحتلّة، لا يزال ملفّ الأسرى في سجون العدو مشتعلاً على نحو ينذر بإمكانية انفجار الأوضاع، إذ بدأ المعتقَلون خطوات تصعيدية لمواجهة سياسة وزير «الأمن القومي» الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، العدوانية تجاههم، وسط تلويح بدخولهم إضراباً شاملاً عن الطعام مع بداية شهر رمضان. وشرعت سلطات الاحتلال، أمس، في تنفيذ إجراءات عقابية ضدّ الأسرى، على رأسها تقليص ساعات الاستحمام وقطْع المياه الساخنة بدءاً من سجن نفحة. وبحسب ما علمتْه «الأخبار» من مصادر في حركتَي «حماس» و«الجهاد الإسلامي»، فقد ناقشت المقاومة، أخيراً، مع المسؤولين المصريين، ذلك التضييق الشديد ضدّ الأسرى، مؤكّدةً أن التصعيد الناجم عنه لن يقتصر على السجون، بل سيمتدّ إلى الساحات كافة، وأن الفصائل لا يمكنها أن تَسكت على هذه الانتهاكات.وفي ردّهم على إجراءات إدارة السجون، أعلن الأسرى بدء برنامج وطني شامل للمواجهة، وقرّروا توسيع دائرة العصيان الذي كان أُطلق في سجن نفحة، لتشمل «ريمون» و«عوفر» و«جلبوع» و«النقب». وبحسب «هيئة شؤون الأسرى»، فقد انخرط أكثر من 2500 أسير في خطوات العصيان التي تشمل إغلاق الأقسام، وعرقلة الفحص الأمني، وعدم ارتداء لباس «الشاباص» البُنيّ الذي تَفرضه الإدارة. ووصفت «لجنة الطوارئ العليا»، التي ستبقى في حال انعقاد دائم في الفترة المقبلة، الإجراءات العقابية والانتقامية الأخيرة بأنها «ترجمة حاقدة لقرارات حكومة الاحتلال»، مؤكّدةً أن «مَن قرّر محاربتنا برغيف الخبز والماء، سنردّ عليه بمعركة الحرية أو الاستشهاد»، مُهدِّدةً بأن خطواتها التي بدأت بالعصيان قد تصل إلى ذروتها بإعلان الإضراب عن الطعام في بداية شهر رمضان، في حال لم تتراجع سلطات الاحتلال عن قراراتها الجديدة.
بدأت إدارة السجون، أمس، فرْض عقوبات جماعية على الأسرى


في المقابل، بدأت إدارة السجون، أمس، فرْض عقوبات جماعية على الأسرى؛ إذ أغلقت «الكانتينا» في «ريمون»، وأبلغت المعتقَلين أن كلّ مَن يَخرج منهم من القسم سيكون مقيَّد اليدين ولو إلى العيادة، كما حرمتْهم الرياضة الصباحية.
وفي «نفحة»، وضعت الإدارة أقفالاً على الحمّامات الخاصة بالاستحمام، وقَطعت المياه الساخنة، وأوقفت الرياضة الصباحية، وأقرّت إغلاق المرافق يوم الجمعة، فضلاً عن تقييد أيّ أسير يَخرج من القسم. أمّا في «عوفر»، فشملت العقوبات إغلاق «الكانتينا»، ومنْع الزيارات، وتقسيم «الفورة» (نظام خروج الأسرى إلى ساحة السجن) وتقليص مدّتها. وفي «جلبوع»، سُحبت البلاطات الكهربائية (تستخدم لطهي الطعام) وبعض الأدوات الأساسية من أحد الأقسام، بينما في «مجدو»، جرى تقليص «الفورة» أيضاً، وسحْب بعض الأدوات الأساسية من الأسرى.