مع بقاء أيام قليلة على انتهاء المهلة الدستورية لاختيار مرشح لرئاسة الوزراء، تستمر كتل التحالف الوطني بعقد الجلسات للخروج بمرشح توافقي، وآخر هذه الجلسات أنتج ما يمكن أن يكون اتفاقاً مبدئياًَ بين الكتل، يقضي بتبادل الأدوار بين رئيس الوزراء المنتهية صلاحياته نوري المالكي ونائب رئيس الجمهورية خضير الخزاعي.
وقال القيادي في كتلة الأحرار التابعة للتيار الصدري أمير الكناني، أمس، إنه لا يوجد اتفاق رسمي بشأن تبادل الأدوار والمناصب بين نوري المالكي، وخضير الخزاعي المنتمي إلى حزب الدعوة الإسلامية الذي يتزعمه المالكي. وأضاف إن «التحالف الوطني سيتفق خلال الأيام العشرة المقبلة كحد أقصى على مرشح لرئاسة الوزراء بديلاً من المالكي»، موضحاً أن «الائتلاف الوطني بدون ائتلاف دولة القانون قادر على تقديم مرشح لرئاسة الوزراء وتشكيل الحكومة الجديدة، على اعتبار أن الائتلاف الوطني (كتلتي الأحرار والمواطن) لديه مقبولية من الكتل السياسية السنية والكردية، ولكنه يحاول الإبقاء على كتلة التحالف الوطني متماسكة من دون انشقاقات».
من جهة أخرى، قال رئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني أمس، إن الإقليم يعمل على مسارين؛ تقديم المساعدة لإنجاح العملية السياسية في العراق، والسعي إلى تقرير مصير الأكراد.
وقال في كلمة له خلال تفقده المواقع الأمامية لقوات البشمركة في ناحيتي السعدية وجلولاء في قضاء خانقين، إنه «في ظل جهود وتضحيات البشمركة‌، يعيش الشعب الكردستاني ومليون ومئتا ألف نازح في أمان واستقرار».
وفي ما يتعلق بحديث بعض المسؤولين في السلطة في بغداد عن تمركز قوات البشمركة‌ في هذه المناطق، قال إنه «يجب أن يُسأل هؤلاء، لولا تمركز البشمركة‌ في هذه المناطق، ماذا كان مصيرها ومن كان يسيطر عليها الآن؟».
ولفت إلى أنه «بعد سقوط النظام، بذلنا جهوداً حثيثة وحاولنا كثيراً بناء عراق ديموقراطي، وأن يبقى العراق موحداً، لكننا نقولها وبكل صراحة، لم يعد باستطاعتنا عمل أي شئ، وإننا قدّمنا كل ما في وسعنا للعراق ولا يجوز لنا أن ننتظر مصيراً مجهولاً». ووصل البرزاني في وقت سابق، أمس، إلى قضاء خانقين لتفقد قوات البشمركة الكردية المرابطة في المنطقة، وأوضاع اللاجئين الذين نزحوا إلى المدينة هرباً من الأحداث الأمنية في المناطق الساخنة في ديالى. في هذا الوقت، شبّ حريق كبير في مصفاة بيجي النفطية بمحافظة صلاح الدين شمال العراق، نتيجة الاشتباكات الدائرة بين قوات الجيش ومقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية»، الساعين إلى السيطرة على المصفاة الاستراتيجية، بحسب مصدر عشائري. وفي تصريح لوكالة «الأناضول»، أشار المصدر إلى أن أعمدة الدخان المتصاعد من الحريق غطت سماء مدينة بيجي، ما دفع عدداً كبيراً من سكان المنطقة القريبة من المصفاة إلى النزوح عن مساكنهم، خشية إصابتهم بالاختناق أو بأضرار التلوث النفطي.
وتعد مصفاة بيجي أكبر مصافي النفط في العراق، وتضم عدداً من المصافي الفرعية التي كانت تنتج جميعها 600 ألف برميل يومياً، أي ما يشكل نصف حاجة البلاد من المشتقات النفطية، قبل أن يتعطل إنتاج جزء كبير من تلك الكمية بعد اندلاع الأحداث الأمنية في البلاد الشهر الماضي.
في غضون ذلك، أحبطت القوات الأمنية ومقاتلو العشائر التي تساندها هجوماً واسعاً شنه «الدولة» أمس، على بلدة الضلوعية في محافظة صلاح الدين شمال بغداد، ما أسفر عن مقتل خمسة مسلحين، بحسب مسؤول عراقي رفيع.
وقال مقاتل في صفوف العشائر «تمكنا من قتل ثمانية مسلحين، لا تزال جثث أربعة منهم ملقاة في الشوارع»،
مؤكداً أن «شرطياً واحداً قتل، وأصيب ستة آخرون في الهجوم الذي استمر لمدة أربع ساعات».
من جانب آخر، كشف مصدر أمني في محافظة ديالى أمس، عن أن فصائل شعبية وبالتنسيق مع مجاميع مسلحة رافضة لـ«الدولة»، أطلقوا حملة باسم «ثأر حمرين» لطرد التنظيم من مناطق ناحية السعدية، الذي يسيطر عليها منذ حزيران الماضي، متعهدين بـ«الانتقام من ممارساته».
وقال المصدر إن أهالي السعدية بعثوا برسائل وأطلقوا نداءات لمساندة القوات الأمنية أو قوات البشمركة لتحرير المدينة وتثبيت ثكن ومقار أمنية، لمنع عودة المسلحين إلى الناحية وإعادة العوائل المهجرة منها.
وتعدّ ناحية السعدية ومناطق حوض حمرين من المعاقل الرئيسية لتظيم «الدولة» في ديالى.
إلى ذلك، أفاد مصدر أمني، أمس، عن هروب أكثر من 150 من مسلحي «الدولة» من ديالى.
وقال إن «تنظيم داعش فقد سيطرته على معاقل في قرى حمرين والمنصورية، ويمارس حرب اللصوصية خوفاً من هجمات الأهالي الرافضين لوجود هذا التنظيم».
(الأخبار، أ ف ب، الأناضول)