هل من قوانين تضمن إقامة منشآت ملائمة لطبيعة الأرض اللبنانية المتحرّكة؟ وما هي المعايير الهندسية اللازمة لذلك؟ وكيف يمكن تدعيم الأبنية القديمة؟ «الأخبار» توجّهت بهذه الأسئلة وغيرها إلى رئيس جمعية التخفيف من أخطار الزلازل المهندس راشد سركيس، الذي أكد حداثة النصوص القانونية الملزمة ببناء مقاوم للزلازل، نافياً إمكانية تعميم صورة واحدة لتدعيم أو إصلاح المباني السابقة للقانون.

هل تأخذ قوانين البناء اللبنانية المرعيّة الإجراء الخطر الزلزالي؟
صدر آخر قانون بناء عام 2004 تحت الرقم 646، وهو أول قانون يأتي على ذكر العامل الزلزالي ويحدّد له حداً أدنى يعادل 20% من قوة الجاذبية، وهو عامل القوة الأفقية التي يتعرّض لها البناء أثناء الزلزال. أمّا مرسوم السلامة العامة الصادر عام 2012، فأكثر تشدّداً، إذ يعتمد 25% كعامل زلزالي واحد لكلّ الأراضي اللبنانية، في حين كان مرسوم السلامة العامة السابق 14293 الصادر عام 2005 قد ألزم كل المباني المشيّدة بعد صدوره باحترام كلّ المعايير ذات الصلة، بما فيها مقاومة الزلازل.

كيف يمكن تدعيم أو تمكين الأبنية القديمة؟
لا يمكن التعاطي مع المباني القائمة سابقاً بشكل موحد، بل يجب ربط كلّ بناء بتاريخ ترخيصه وتشييده، مشفوعاً بالتشريعات التي كانت تغطيه. ومن بعدها يوضع برنامج لتحديد شروط العمل في كلّ هذه الأبنية بشكل منطقي وعادل، بالإضافة إلى وضع دراسات جدوى تبيّن مستوى التدخل الأجدى للوصول الى الأمان التّام في السّكن أولاً، وفي كلّ المنشآت الأخرى. هذا يتطلب إصدار تشريعات جديدة وحديثة تواكب التطورات، وتفرض تسهيلات، وتحفّز المالكين على الإقدام في هذا المجال لتأهيل مبانيهم بطريقة سريعة، مع تسهيلات كبيرة في القطاعين المصرفي والصناعي.

من المسؤول عن حسن تنفيذ المنشآت المقاومة للزلازل؟
المسؤولية الأولى تقع على المهندس المسؤول، الذي يوقّع ضمن ملف الترخيص على تعهد يؤكد فيه تحمّله كامل المسؤولية التي تغطي قيام البناء والمنشآت التابعة له. هو يقوم بالدراسات، ويترجمها بالتصاميم، والخرائط التفصيلية، ويبيّن المراجع التي اعتمدها في احترام المعايير، كما يشرف على التنفيذ، وهو ملزم بتوقيع كلّ أوامر البناء بعد الكشف على التحضيرات التي يجب أن تكون مطابقة للخرائط وتعليماته الخطية كافة. أمّا في المباني التي تفوق ارتفاعاتها العشرين متراً، فهي تخضع لرقابة مكتب تدقيق فني صنّفه مرسوم السلامة العامة وحدّد وظائفه ومهمّاته، ما يزيد درجات الرقابة الذاتية.
وفي حال وقوع زلزال بقوة تفوق المعايير المعتمدة، تتحوّل المسؤولية إلى مستوى أعلى من العمل الفني، وتصنّف في خانة الكارثة، وتدخل الدولة بكليّتها في تحمّل المسؤولية.

ما المعايير الهندسية التي يجب أخذها بالحسبان في بناء مقاوم للزلازل؟
ننطلق من التصميم، فهناك توجيهات صارمة وحازمة في هذا المجال، مثل اعتماد تناظر (symétrie) كامل في البناء، وتلافي الخروج الحر عن جسم البناء، وتشييد بيت الدرج والمصعد من الباطون المسلح، بالإضافة إلى تنزيل جدارين حاملين، من التركيبة السابقة ذاتها، على الأقلّ في كلّ من الاتجاهين الرئيسيين المتقاطعين بزاوية 90 درجة لأخذ كلّ القوة القادمة من الزلزال بالاتجاه الأفقي. وفي كلّ عمل مقاوم للزلازل، يجب أن يحضر على بال المصمّم أمر التربة وقوة احتمالها وتصرّفها تحت المبنى أثناء حدوث الزلزال.