تتابع واشنطن محاولة استثمارها السياسي في الكارثة السورية وبرز ذلك في منع تمرير مساعدات إغاثية أعدتها دمشق إلى إدلب
في المقابل، تتابع الولايات المتحدة الأميركية محاولة الاستثمار السياسي في الكارثة السورية، وهو ما برز بوضوح من خلال منع تمرير مساعدات إغاثية أعدتها دمشق إلى إدلب. ودفع ذلك الأمم المتحدة أخيراً إلى الإعلان صراحة عن تعثر جهود إدخال المساعدات إلى منكوبي الشمال الغربي، بسبب رفض «هيئة تحرير الشام» فتح معبر سراقب، على رغم الحاجة الماسة إلى هذه المعونات. وبدا لافتاً أيضاً، خلال الأيام الثلاثة الماضية، تكثيف وسائل إعلام مرتبطة بالدوحة وواشنطن، نشاطها الرافض لإدخال المساعدات عبر الخطوط، والتركيز على محاولة فتح ثغرات في قرار مجلس الأمن 2672 الذي يحصر إدخال المساعدات عبر الحدود بمعبر باب الهوى، بالإضافة إلى ضمان إرسال معونات عبر الخطوط (بإشراف دمشق). وفي هذا السياق، يرى عضو «لجنة المصالحة السورية»، عمر رحمون، أن «الولايات المتحدة تخشى من أن تهدم المعابر عبر الخطوط، الحدود الوهمية التي رسمتها الحرب، حيث توفر هذه المعابر حال فتحها فرصة لآلاف السوريين للعودة إلى بيوتهم وقراهم، كما تهدم الكيان الذي تحاول أميركا ترسيخه في الشمال السوري»، مؤكداً أن «الدولة السورية مستعدة لإدخال المساعدات إلى الشمال عبر معابر عدة، غير أن موقف الفصائل الرافض، تنفيذاً لأوامر أميركية، يعيق عمليات الإغاثة».
من جهتها، أعلنت «الحكومة المؤقتة» التابعة لـ«الائتلاف» المعارض فتح معابرها مع «قوات سوريا الديموقراطية» (قسد) لتمرير المساعدات من مناطق «الإدارة الذاتية» التي تسيطر عليها الولايات المتحدة، الأمر الذي يتوافق مع توجهات واشنطن لمنع أي تواصل بين دمشق والمناطق الخارجة عن سيطرتها، وفي المقابل تعزيز قنوات التواصل بين «الذاتية» والشمال السوري ضمن خطة تهدف إلى توحيد مناطق المعارضة.
على خطّ مواز، يزور المبعوث الأممي إلى سوريا، غير بيدرسن، دمشق لإجراء محادثات مع الحكومة السورية قادماً من بيروت، بعد أن عقد اجتماعاً في العاصمة اللبنانية مع ممثلي الولايات المتحدة ودول أخرى تُحالفها من بينها بريطانيا وأطراف في الاتحاد الأوروبي. وتأتي زيارة المبعوث الأممي الذي فشل طيلة السنوات الماضية في تحقيق أي تقدم في الحل السياسي، قبيل انعقاد اجتماع لمجلس الأمن لمناقشة الأزمة الإنسانية في سوريا جراء الزلزال، وسط توقعات بأن تشهد الجلسة طرحاً أميركياً لفتح معابر جديدة عبر الحدود، بدلاً من فتح المعابر عبر الخطوط، في وقت أدخلت الأمم المتحدة قافلة مساعدات ثالثة من خلال معبر باب الهوى.