الحسكة | بعد مرور أسبوع على كارثة الزلزال المدمّر الذي ضرب سوريا، أصدرت «الإدارة الذاتية» الكردية، قراراً بـ«فتح المعابر كافة أمام قوافل المساعدات الإنسانية الآتية من خارج مناطقها، وأمام المبادرات الأهلية ومبادرات المجتمع المدني» انطلاقاً من تلك المناطق. وجاء ذلك القرار بعد يومين من إصدار وزارة الخزانة الأميركية، استثناء من العقوبات المفروضة على الحكومة السورية لمدة 180 يوماً فقط، لتمكين الدول الراغبة في تقديم المساعدات للمنكوبين في هذا البلد، ما صبغ الخطوة الكردية بصبغة التماشي التام مع الموقف الأميركي. وبالتزامن مع تلك الخطوة، جهّزت «الذاتية» قوافل إلى مناطق سيطرة المعارضة، مؤلفة من 30 صهريجاً من المحروقات و20 شاحنة إغاثة، وأخرى إلى مناطق سيطرة الحكومة، مؤلفة من 100 صهريج من المحروقات.لكن وسائل إعلام مقربة من المعارضة نقلت عن مسؤولين محليين أن «الإدارة وضعت شروطاً تعجيزية للقبول بتسيير القافلة»، من بينها «تقديمها باسم الذاتية حصراً، علماً أنها في غالبيتها مقدمة من المجتمع المحلي، والإشراف الأميركي على تقديمها، والتعهد بعدم اتهام قسد بأي تفجير يحصل بعد دخول القافلة». وشدد المسؤولون على أنه «لا يمكن القبول بمساعدات مسيّسة»، لافتين إلى أن «القوافل التجارية المتبادلة بين الطرفين تدخل بشكل يومي، وكان يمكن إدخال قوافل المساعدات من دون إلباسها ثوباً سياسياً». في المقابل، اتّهمت «الذاتية»، الفصائل، بـ«عدم القبول بتلقي المساعدات من الإدارة، والخوف من المحاسبة التركية لها، في حال ثبوت أي تعامل مع الذاتية حتى خلال كارثة الزلزال». ونفت نائب «رئيس المجلس التنفيذي في الذاتية»، أمينة أوسي، «فرض أي شروط مقابل دخول المساعدات»، متهمةً «كلاً من الحكومة السورية والمعارضة وحكومة كردستان العراق، باستخدام هذه الكارثة لمصالحهم السياسية». كما اتهمت وسائل إعلام تابعة لـ«الذاتية»، مسؤولين في الحكومة السورية، بأنهم «اشترطوا الاستيلاء على 75 % من الصهاريج المتجهة إلى المناطق المنكوبة، مقابل السماح بمرورها من المعابر بين الطرفين».
وصل إلى حيَّي الشيخ مقصود والأشرفية ومنطقة تل رفعت، وفد من «الإدارة الذاتية»


ووسط موجة الاتهامات المتبادلة هذه، وصل إلى حيَّي الشيخ مقصود والأشرفية ومنطقة تل رفعت، وفد من «الإدارة الذاتية»، مؤلف من رئيس «المجلس التنفيذي»، بيريفان خالد، ونائبه حمدان العبد، والرئيس المشترك لـ«حركة المجتمع الديموقراطي»، غريب حسو، بعد عبورهم معبر التايهة الحكومي. كما وصلت إلى الحيَّين المذكورَين في مدينة حلب، قافلة إغاثة مؤلفة من عدد من شاحنات المواد الغذائية والمواد الطبية والمتطوعين من «الهلال الأحمر الكردي»، بعد عبورهم المعبر نفسه. وفي السياق، تؤكد مصادر ميدانية سورية، لـ«الأخبار»، أن «الحكومة السورية منفتحة على الجميع، بدليل دخول مسؤولين أكراد إلى مناطق سيطرة الحكومة مع شاحنات إلى مناطق حيَّي الشيخ مقصود والأشرفية»، متهمة «الإدارة الذاتية بمحاولة استثمار الكارثة سياسياً، وحصر إغاثتها بمناطق تشهد وجوداً محدوداً لما يسمى الوحدات الكردية في حلب وريفها، علماً أنها أقلّ المناطق تضرّراً»، في إشارة إلى الشيخ مقصود وتل رفعت وريفها. وتضيف المصادر أن «الحكومة السورية قامت وستقوم بواجبها تجاه جميع المناطق في حلب، ولا تقبل حتماً بتقديم المساعدات على أساس اعتبارات غير مقبولة».