الحسكة | بعد يوم واحد من إصدار السفارة الأميركية في دمشق، بياناً قالت فيه إن «كلّ المناطق السورية مؤهّلة لتلقّي المساعدات الأميركية بناءً على تقييم الاحتياجات»، مؤكّدة «وجود العديد من العقبات التي يجب التغلّب عليها، خاصة بعد الزلزال، وسياستنا لفرض العقوبات على سوريا ليست من بينها»، أصدرت الولايات المتحدة، أمس، قراراً برفع الحظر جزئياً عن سوريا. وأوضح مكتب مراقبة الأصول الأجنبية في وزارة الخزانة الأميركية أنه أصدر ترخيصاً باسم «GL 23»، يسمح بموجبه لمدّة 180 يوماً بـ«جميع التعاملات المتعلّقة بالإغاثة من الزلزال»، والتي كانت محظورة بفعل العقوبات. وبعدما نأى الأميركيون بأنفسهم عن دعم المتضرّرين في سوريا، حتى اعتمدوا تجنّب الحديث عن الكارثة في شقّها السوري، والتركيز عليها في تركيا، يبدو أن التوجّه الجديد لديهم يتمثّل في إغاثة المناطق المتضرّرة شمال غرب البلاد، الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة، عبر المشاركة في دعم المنظّمات الدولية وجمعيات المجتمع المدني، العاملة هناك، فيما قد تكون للولايات المتحدة مساهمة في قوافل المساعدات التي تعتزم الأمم المتحدة تسييرها إلى الشمال الغربي من سوريا، عبر معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا. أمّا الموقف العربي الخليجي فلا يزال، إلى الآن، متردّداً حيال تدشين جسر جوّي إلى دمشق، لدعم جهود الإنقاذ، إذ أكدت مصادر من «إدارة الطيران المدني»، لـ«الأخبار»، «عدم تلقّي أي طلب سعودي أو قطري، ولا حتى كويتي، حتى الآن (مساء أمس)، لهبوط طائرات تابعة لهذه الدول، في المطارات الرسمية السورية».من جهتها، امتنعت «الإدارة الذاتية» عن توجيه أيّ قوافل مساعدات أو محروقات إلى مناطق سيطرة الحكومة السورية، في مقابل توجيهها قافلة تضم عدداً من صهاريج المحروقات والمواد الإغاثية والطبّية إلى مناطق سيطرة المعارضة، بعد ساعات من وقوع الزلزال، من دون الحصول على موافقة الفصائل المسلحة على إدخالها. وفي هذا السياق، أعلن الرئيس التنفيذي لـ«الذاتية»، عبد حامد مهباش، أمس، أن «الإدارة حاولت التواصل مع الجهات والكيانات السياسية في شمال غرب سوريا، ومع الحكومة السورية، عبر قنوات التواصل، إلا أننا ولهذه اللحظة لم يأتنا أي ردّ رسمي بقبول مساعداتنا». وأشار المهباش إلى «وجود قافلة مساعدات على معبر أم جلود في ريف منبج، لأهلنا في شمال غرب سوريا، ولم يأتنا أيّ رد بقبولها»، لافتاً إلى «وجود قافلة إنسانية أخرى قيد التجهيز لتقديمها للداخل السوري ليتمّ استهلاكها من قبل الآليات التي تعمل على انتشال الضحايا والمفقودين من تحت الأنقاض». ويبدو أن «الذاتية» تحاول تبرير موقفها في تأخير تقديم أي مساعدة لأهالي المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية، من خلال رمي المسؤولية على الأخيرة بعدم الرد على رسائلها. وهنا، تؤكد مصادر مقرّبة من الحكومة في محافظة الحسكة، لـ«الأخبار»، أنه «لم تصل أيّ قافلة من مناطق سيطرة الإدارة الذاتية إلى المعابر المحلية سواء في دير الزور أو الرقة حتى الآن»، مضيفةً أن «الحكومة السورية لن تقف عائقاً بالتأكيد أمام أي سوري يرغب في تقديم المساعدة والمؤازرة في كارثة الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد في أي مكان داخل البلاد أو خارجها».
وفي المقابل، تتوسّع مع مرور 5 أيام على كارثة الزلزال، لائحة الدول التي استجابت للنداءات التي أطلقتها الخارجية السورية و«الهلال الأحمر السوري»، مع استمرار وصول الطائرات المحمّلة بالمساعدات والمواد الإغاثية إلى المطارات العاملة في البلاد. ووصل عدد الدول التي أرسلت مساعدات إغاثية، عبر المعابر الحدودية البرّية، أو عبر مطارات دمشق وحلب واللاذقية، إلى 17 دولة، هي: إيران وروسيا والصين وفلسطين والعراق ولبنان والجزائر وتونس وليبيا وعمان والإمارات ومصر وفنزويلا وأرمينيا والهند وباكستان والأردن.