أعلنت الحكومة الجزائرية أمس مقتل جميع ركاب الطائرة التابعة للخطوط الجزائرية بعد تحطمها في منطقة صحراوية في منطقة غاو شمال مالي. وفي وقتٍ عثر فيه على الصندوق الأسود للطائرة، تضاربت الأنباء بشأن أسباب التحطم. ورفضت الجزائر وباريس استباق التحقيق، فيما رجح الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند فرضية سوء الأحوال الجوية، لأن قيادة الطائرة طلبت تغيير مسارها بسبب الأحوال الجوية الصعبة.
وبعد تأكيد الجزائر رسمياً تحطم الطائرة ومقتل جميع الركاب، أعلن الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، أمس، الحداد لثلاثة أيام على أرواح ضحايا. من جهته، أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند عدم نجاة أي من ركاب الطائرة، مؤكداً العثور على أحد الصندوقين الأسودين، ومشيراً إلى أنه سيتم تحليل مضمون الصندوق الأسود «في أقرب فرصة». وأكد في حديثٍ تلفزيوني أن القسم الأكبر من حطام الطائرة وجد في موقع محدد، مضيفاً أن من السابق لأوانه استنتاج الأسباب، إلا أننا لا نستبعد أياً منها، لأننا نريد أن نعرف كل ما حصل». وأوضح هولاند أن طاقم الطائرة أبلغ عن تغيير مساره «بسبب أحوال جوية صعبة جداً»، مؤكداً إرسال خبراء من مكتب التحقيق في الحوادث التابع لوزارة النقل الى مكان التحطم.

طاقم الطائرة أبلغ
عن تغيير مساره بسبب الأحوال الجوية الصعبة
وعثر عناصر الجيشين المالي والفرنسي، أمس، على الصندوق الأسود لطائرة الخطوط الجوية، بحسب مصادر جزائرية، في موقع صحراوي جنوبي مدينة غاو (شمال مالي)، مشيرةً إلى أنه سينقل إلى فرنسا لفحصه ومعرفة سبب سقوط الطائرة وتحطمها. وأشارت المصادر إلى أن كلاً من وزارة النقل الجزائرية، وفرع أمني متخصص في التحقيق في حوادث الطيران، وكذلك شركة الخطوط الجوية الجزائرية، يشارك في التحقيقات الجارية حول تحطم الطائرة، وقد أوفدت متخصصين إلى شمال مالي للمشاركة في الجهود التي تقوم بها أجهزة أمن وشركات ووزارات نقل دولية في هذا الإطار.
ويصل إلى شمال مالي، اليوم، بحسب المصدر نفسه، خبراء من شركة «دوغلاس» الأميركية التي صنعت الطائرة المنكوبة للتحقيق في الحادثة والحصول على معلومات أولية.
وكان وزير النقل الجزائري ورئيس خلية الأزمة المؤلفة إثر الحادث، عمر غول، أعلن أمس أن التحقيق في حادث سقوط الطائرة هو من اختصاص الجزائر ومالي بمساعدة فرنسية. من جهته، دعا وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة إلى ضبط النفس وانتظار النتائج التي سيسفر عنها التحقيق، من دون إطلاق استنتاجات «قد تصبّ الزيت على النار، بخاصةٍ على عائلات الضحايا»، في إشارةٍ إلى الفرضيات التي تداولتها وسائل الإعلام بشأن سقوط الطائرة، ومنها الخلل التقني أو الاستهداف بصواريخ في شمال مالي.
وجدد وزير الخارجية الجزائري التأكيد على أن حركة مسلحة في مالي «هي أول من بلغت عن مكان الطائرة المنكوبة»، وأن الحركات السياسية المجتمعة في الجزائر كافة تجنّدت بطلب من الجزائر لتحديد موقع سقوط الطائرة «وتمكنت بفضل تعاونها من العثور على حطامها».
وأوضحت المصادر الجزائرية أن جهات أمنية فرنسية تحقق في الحادث بناءً على أمر قضائي، كذلك فتحت جهات أمنية في مالي تحقيقاً جنائياً فيه، فيما أرسلت الشركة الإسبانية «سويفت إير» التي أجّرت الطائرة لشركة الخطوط الجوية الجزائرية ممثلين إلى مالي للمشاركة في التحقيقات.
(أ ف ب، الأناضول)