خطا البرلمان العراقي أمس الخطوة الأخيرة باتجاه انتخاب رئيس للوزراء، حيث أدى رئيس الجمهورية المنتخب فؤاد معصوم اليمين الدستورية كمرشح وحيد عن التحالف الكردستاني، في وقت بدأت فيه روسيا بإمداد بغداد بالسلاح، لمساعدتها على محاربة تنظيم «الدولة الإسلامية».
وأدى معصوم أمس، اليمين الدستورية كرئيس للعراق للسنوات الأربع المقبلة، وذلك بعد فوزه بأغلبية أصوات البرلمان. وفاز معصوم (76 عاماً) وهو سياسي كردي معروف بـ211 صوتاً في الجولة الثانية للانتخابات، من أصل 269 عضواً شاركوا في جلسة التصويت، التي عقدها البرلمان ظهر أمس، وذلك بعد فشله في الحصول على أغلبية ثلثي أصوات أعضاء البرلمان في الجولة الأولى، التي حصل فيها على 175 صوتاً فقط، خلال الجلسة نفسها. وخلال كلمة مقتضبة له بعد أدائه اليمين أمام رئيس المحكمة الاتحادية وأعضاء البرلمان، شكر رئيس الجمهورية الجديد من انتخبه، مشيراً إلى أن القسم الذي أدّاه هو الذي صاغه عام 2003، بعد إطاحة نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين. وكان مجلس النواب العراقي، الذي يبلغ عدد أعضائه الإجمالي 328 عضواً، برئاسة رئيس البرلمان سليم الجبوري، وبحضور 275 نائباً قد صوت في الجولة الأولى لانتخاب الرئيس، قبل أن ينسحب 6 منهم قبل الجولة الثانية، ورفع الجبوري جلسة البرلمان إلى الخامس من آب المقبل. وكان التحالف الكردستاني قد حسم أمره بترشيح فؤاد معصوم للمنصب، بعدما كان قد تقدّم في الجلسة التي عقدت، أول من أمس، لاختيار رئيس الجمهورية باسمين هما برهم صالح ومعصوم، قبل أن يطلب التحالف مهلة 24 ساعة للتوافق على اسم مرشح واحد، وهو ما وافق عليه البرلمان بالإجماع.
وبعد انتخاب معصوم، وصف الجبوري انتخاب رئيس الجمهورية من قبل البرلمان بـ«الإنجاز».
وقال «هذا اليوم يُعد إنجازا في مسيرة البرلمان، لأننا انتقلنا إلى الحلقة الأهم في بناء السلطة التنفيذية، باختيار رئيس الجمهورية»، داعياً رئيس الجمهورية إلى «الانتقال إلى المرحلة المقبلة، من خلال تكليف الكتلة النيابية الأكبر عدداً اختيار رئيس الوزراء وتأليف الحكومة».
في هذا الوقت، وصل أمس الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى العراق، حيث التقى رئيس الوزراء المنتهية صلاحيته نوري المالكي.
وأعلن المالكي أنهما بحثا تطورات الأوضاع في العراق، وناقشا أزمة النازحين من الأقليات من جرّاء العنف وجهود الكتل السياسية لتأليف الحكومة المقبلة والملفات العالقة بين بغداد وأربيل وسبل حلها. من جانبه، حث بان القيادات السياسية في العراق على «التزام التوقيتات الدستورية لتأليف حكومة شاملة، تعالج جميع المشاكل السائدة في العراق، وخاصة الأمنية منها»، مشدداً على «ضرورة تأليف حكومة شاملة تمثّل كافة العراقيين، بغض النظر عن خلفياتهم، وأن تُشعر جميع المكونات بأنها ممثلة في هذه الحكومة».
كذلك، زار بان المرجع الديني الأعلى السيد علي السيستاني في النجف، وقال إن الأخير أكد ضرورة أن يكون السلاح بيد الدولة لمحاربة الإرهاب، وعدم السماح لغيرها بحمله، مضيفاً أن «البرلمان انتخب رئيساً جديداً له، وعلمت أيضاً بأنه انتُخب رئيس للجمهورية، وآمل أن يجري تحت قيادته تأليف الحكومة دون تأخير، ووفقاً للجداول الدستورية، وقد قابلت معصوم شخصياً قبل مجيئي إلى النجف على نحو موجز ونيابة عن الأمم المتحدة أبعث بتهاني الحارة إليه».
وقال «إن تأليف حكومة جديدة يمكن أن يساعد على وضع حد للانقسام ومكافحة الإرهاب».
وتابع بان أن «سماحة السيد السيستاني متفق تماماً معنا على ضرورة نبذ الخطاب الطائفي والمتطرف، الذي من شأنه تأجيج الوضع، وأيضاً يجب أن يحارب الإرهاب عن طريق القوات الأمنية حصراً». وأشار إلى إدانة المجتمع الدولي للجرائم التي ترتكب بحق المدنيين العراقيين من قبل الارهابيين، وأعرب عن تقديره الكبير للدعوات التي أطلقت من اجل الإنقاذ السياسي وإنشاء حكومة أغلبية وطنية، التي هي الحل لمشاكل العراق.
في غضون ذلك، أعلنت وزارة الدفاع العراقية أمس، عن وصول وزير الدفاع بالوكالة سعدون الدليمي، إلى العاصمة الروسية موسكو، مشيرةً إلى أن الدليمي حمل رسالة من المالكي إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بشأن الأوضاع الأمنية في العراق والمنطقة.
وقالت الوزارة في بيان، إن الدليمي «سيلتقي أيضاً وزير الدفاع الروسي لبحث آفاق تسريع تزويد القوات المسلحة العراقية بالأسلحة والمنظومات الحربية الروسية المتطورة».
وفي هذا السياق، أوردت وكالة انترفاكس الروسية للأنباء أمس، أن روسيا بدأت بتزويد العراق بمروحيات ومقاتلات عسكرية.
وأضافت أن «عدداً من العقود الموقعة مع العراق دخل حيز التنفيذ ويجري الوفاء بها»، وذلك نقلاً عن مصدر في هيئة التصدير التابعة لوزارة الدفاع الروسية.
وأفاد المصدر ببدء عمليات تسليم مروحيات من طراز مي-35 ومقاتلات سو-25، التي تؤمن دعماً جوياً من مسافة قريبة للقوات البرية. إلى ذلك، التقى المالكي قائد القوات الأميركية لويد أوستن، مؤكداً حاجة العراق لدعم واشنطن في محاربة مسلحي «الدولة الإسلامية».
ونقل بيان حكومي أن المالكي أكد خلال لقائه أوستن «الحاجة إلى المزيد من التعاون والتنسيق بين الجانبين العراقي والأميركي في المجال العسكري والتسليحي».
وأكد اوستن «الحاجة إلى تكثيف التعاون في مجال التدريب والتجهيز وتقديم الخبرة اللازمة والتزامه ذلك»، معلناً «استعداد الولايات المتحدة لدعم العراق بما يحتاج إليه لدحر الإرهاب».
(الأخبار، الأناضول)




«الدولة» يفجر مراقد الموصل

أعلن رئيس مجلس إسناد أم الربيعين زهير الجلبي أمس، عن تفجير تنظيم «الدولة الإسلامية»، مرقد النبي دانيال غربي الموصل.
وقال الجلبي إن «عناصر تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي، زرعوا عبوات ناسفة حول مرقد النبي دانيال في الساحل الأيمن لمدينة الموصل، وفجّروها عن بعد، ما أدى إلى نسف المرقد».
كذلك، أفادت مصادر محلية بأن «الدولة» فجّر مرقد النبي يونس وسط الموصل.
من جهة أخرى، أعلنت الأمم المتحدة أمس، أن عناصر «الدولة»، أمروا بختان كل النساء اللواتي تراوح أعمارهن بين 11 و46 عاماً في العراق.
وقالت المسؤولة الثانية للأمم المتحدة في العراق جاكلين بادكوك، إنه ليس لديها ارقام محددة بخصوص عدد النساء المعنيات، لكنها أشارت إلى أرقام صادرة عن صندوق الأمم المتحدة للسكان، ومفادها بأن «أربعة ملايين فتاة وامرأة قد يشملهن» هذا الأمر.
وختان النساء ممارسة لم تكن سائدة في العراق، ولم تكن ممارَسة سوى في «بضع مناطق معزولة».
إلى ذلك، أعلن مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى العراق نيكولاي ملادينوف، أن قرابة 900 إنسان قُتلوا منذ بداية الشهر الجاري بسبب أعمال عنف نفذها مسلحو «الدولة».
(الأخبار، أ ف ب)