يعتزم مجلس النواب العراقي انتخاب رئيس جديد للبلاد، اليوم، في محاولةٍ أخيرة قبل عطلة عيد الفطر التي تستمر طوال الأسبوع المقبل، وذلك بعد فشل جلسة أمس في التوصل إلى انتخاب رئيس جمهورية جديد يحل مكان الرئيس المنتهية ولايته جلال طالباني الذي خلطت عودته إلى العراق الأوراق. وفيما يزور الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بغداد اليوم، لبحث ملف النازحين مع المسؤولين العراقيين، جدد رئيس الحكومة المنتهية ولايته نوري المالكي اتهامه لبعض السياسيين بالوقوف إلى جانب «الدولة الإسلامية» (داعش).
ووافق البرلمان العراقي على إرجاء التصويت على انتخاب رئيس الجمهورية بطلب من التحالف الكردستاني إلى الساعة 11 من صباح اليوم. ودعا رئيس التحالف الوطني العراقي إبراهيم الجعفري، أمس، التحالف الكردستاني إلى ضرورة عدم تجاوز يوم الجمعة لحسم اسم مرشحهم لرئاسة الجمهورية.

اتهم المالكي
يعض المسؤولين بدعم الدولة الإسلامية
كذلك، فشل اجتماع الحزبين «الديموقراطي» و«الاتحاد الوطني» الكردستانيين في اختيار مرشح واحد لرئاسة الجمهورية. وأكد الحزبان أنه في حال عدم حسم هذا المنصب للأكراد، سيعلنان انسحابهما من العملية السياسية. وترك الحزبان اختيار اسم مرشحهما للنواب الأكراد، لأن «حسم مسألة مرشح رئاسة الجمهورية بحاجة إلى وقت»، حسبما أكد مسؤول الهيئة العاملة في المكتب السياسي في الاتحاد الوطني الكردستاني ملا بختيار، أمس، في مؤتمر صحافي مشترك عقده مع نائب رئيس الوزراء روز نوري شاويس في أربيل. وأكد بختيار أن هذا المنصب من حصة الأكراد وفي هذه الدورة سيكون من حصة «الاتحاد الوطني».
من جهةٍ أخرى، جدد رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي، أمس، اتهاماته لبعض السياسيين بـ«الوقوف مع داعش». وقال، في كلمته الاسبوعية، إن المشكلة «لم تعد فقط في داعش»، بل في السياسيين الذين «يرقصون على أشلاء الضحايا»، داعياً هؤلاء إلى موقف موحد ضد «عصابات داعش».
على صعيدٍ آخر، يتوجه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى بغداد اليوم، حيث سيلتقي الطالباني والمالكي ومسؤولين آخرين لبحث قضية النازحين.
في السياق نفسه، أدان رئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني «عمليات التهجير القسرية التي يقوم بها الإرهابيون بحق المسيحيين في الموصل»، مشيراً إلى أن هذه الحملة لا تمثل تهديداً للمسيحيين فحسب، بل هي تهديد لكل مكونات العراق والمنطقة والعالم، وهي تتناقض مع المبادئ الدينية والإنسانية». وأشار البرزاني، خلال لقائه ببطريرك الكلدان الكاثوليك لويس رفائيل الأول ساكو، إلى أن الإرهابيين تعرضوا للمزارات والأماكن الإسلامية المقدسة كما تعرضوا للكنائس.
وأكد البرزاني أن الإقليم سيبذل ما بوسعه لمساعدة اللاجئين والنازحين، وأن كردستان موطن الجميع وأبوابها مفتوحة أمام النازحين مطالباً المسيحيين بـ«الصمود والتحمل وبعدم التفكير في مغادرة البلاد». كذلك أوضح أن محاربة الإرهاب وقطع دابر التطرف، بحاجة إلى جهود دولية مشتركة، مؤكداً أن إقليم كردستان «يتصدى للإرهابيين بكل قوة» ويدافع عن أرضه وحياة مواطنيه.
من جهته، أعرب البطريرك ساكو عن قلقه إزاء أحداث الموصل وما يتعرض له المسيحيون من تمييز وتهديد باسم الإسلام. ورأى أن «ما يحصل الآن هو عملية تشويه صورة الإسلام ونمو ثقافة إنكار الآخر». وقال ساكو إن «هذه الثقافة تعمل على إنهاء الوجود المسيحي في المنطقة من خلال تهجير المسيحيين وتدمير الكنائس والمعالم التاريخية للديانة المسيحية في نينوى».
(الأخبار، أ ف ب)