ريف دمشق | تتواصل الاشتباكات العنيفة بين الجيش السوري والجماعات المسلحة المعارضة في حي جوبر، جنوب العاصمة. وبعد تقدّم الجيش على الجبهة الشرقية في الحي، وتمكّنه من استعادة مواقع عدة كانت قد تقدمت المعارضة المسلحة فيها خلال الأسبوع الفائت، حاول مسلحو «الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام» أمس عرقلة تقدم الجنود داخل الحي، ما استدعى تدخل سلاح الجو الذي استهدف نقاط تمركز القناصة، إضافة إلى أحد مقار «الجبهة الإسلامية»، بست غارات جوية، ما أمَّن طريق الجيش لاستكمال إعادة الانتشار تدريجياً.
وأكّد مصدر ميداني لـ«الأخبار» أنّ «اشتباكات عنيفة تدور منذ يومين على المحور الشرقي للمنطقة، والجيش يحرز تقدّماً كل يوم».
وفيما تكثر الإشاعات بين سكان دمشق حول مصير ساحة العباسيين، نفى مصدر عسكري الأنباء التي تتحدث عن تقدم للمعارضة المسلحة في اتجاه الساحة: «ما حصل هو العكس تماماً، بحيث استطعنا إبعاد المسلحين الموجودين أصلاً في نقطة المأمونية إلى ما بعد الأوتوستراد الجديد، فلم يبق لديهم سوى سلاح الهاون لتهديد الساحة عن بعد». ويؤكد المصدر ذاته أنّ «أعداد القتلى في صفوفهم إلى ازدياد، والنسبة لمصلحة قوات الجيش التي استطاعت في عملية أمس أن تنصب كمائن متقدمة نجحت في إيقاع العشرات من المسلحين بين قتلى وجرحى».

ارتفاع وتيرة
الاشتباكات في الحجر الأسود بين «الدولة» و«جيش الإسلام»

وصعّد المسلحون، ردّاً على المعارك في جوبر، باستهداف شوارع العاصمة بقذائف الهاون. وكانت 11 قذيفة قد سقطت خلال عمليات جوبر على سوق الهال في منطقة الزبلطاني، ما أدى إلى مقتل مدني وجرح أكثر من 22. وسقطت قذيفة في حي الجناين ببلدة جرمانا، ما أدى الى إصابة شخصين بجروح.
في موازاة ذلك، تستمر وتيرة المواجهات بالارتفاع بين مقاتلي «الدولة الإسلامية» و«جيش الإسلام» في منطقة الحجر الأسود، والتي تطورت ظهر أمس لتطال مباني ومقار عدة داخل البلدة، ومن بينها مركز «مخفر الحجر الأسود الثوري»، الذي كان يتحصن فيه مقاتلو «الدولة». وفي محاولة منهم للسيطرة على المخفر، تسلّل مقاتلو «جيش الإسلام» إلى الحدود الشرقية للحجر الأسود، وخاضوا اشتباكات في محيط المخفر، قبل أن يتمكن مقاتلو «الدولة» من صد المحاولة وإعادتهم إلى خارج حدود البلدة. ومن جهة أخرى، دخلت مجموعة مقاتلة من «جيش الإسلام» إلى منطقة كفر بطنا، في محاولة لاعتقال بعض المقاتلين التابعين لتنظيم «الدولة». ولدى محاولتها اعتقال بعض المقاتلين بالقرب من حدود بلدة جسرين، شهدت المنطقة حالة من الفوضى بعد تدخل أهالي المقاتلين التابعين لـ«الدولة»، حيث انسحب عناصر «جيش الإسلام» من دون إكمال المهمة، في وقت واصل فيه مقاتلو التنظيمين تحصيناتهم على الحدود الجنوبية لبلدة دوما.
وكان سلاح الجو السوري قد استهدف تجمعات عدة للمعارضة المسلحة في ريف العاصمة، كان أبرزها استهدافه لتحرك مقاتلي المعارضة على طريق دمشق ــ السويداء، وضربه لأحد مقارهم في بلدة مغر المير، ما أدى إلى سقوط تسعة مسلحين وما يقارب عشرين جريحاً، إضافة إلى خسائر مادية فادحة.
وفي درعا، تصاعدت وتيرة الاشتباكات بين الجيش ومقاتلي المعارضة، في إطار معركة «الإمام النووي الكبرى» التي أعلنتها تشكيلات معارضة عدة في ريف المحافظة أول من أمس، لتضاف إلى سلسلة عمليات أطلقتها المعارضة المسلحة خلال الشهر الفائت، كان آخرها معركة «قطع الوتين». وتمكنت وحدات الجيش من صدّ إحدى العمليات الساعية للدخول إلى أحياء جديدة في بلدة نوى. وأكد مصدر ميداني لـ«الأخبار» أنّ كثرة العمليات والمعارك المعلن عنها تأتي «في سياق توحيد العديد من الفصائل المتناثرة منذ بداية التسلح. فكلمة لواء في درعا ليست نفسها في باقي سوريا. اللواء هنا قد يكون خمسة عشر أو عشرين مقاتلاً، ولهذا نشهد توحيداً من هذا النوع، إلا أنه لا يعوّل عليه، بسبب قلة التنظيم والخبرة، فالكفة الراجحة فعلياً في درعا هي للتنظيمات ذات الخبرة السابقة، كالنصرة».