خلّدت الشاشة الصغيرة، سيرة الشيخ الشهيد عز الدين القسّام، من خلال عملين تلفزيونيين، الأبرز، مسلسل بعنوان «عز الدين القسّام» بُث عام 1981، بـ 15 حلقة، أخرجه السوري المخضرم هيثم حقي، ووضع القصة والسيناريو والحوار الشاعر الفلسطيني الراحل أحمد دحبور (مواليد حيفا 1946)، وقام بدور البطولة الفنان السوري أسعد فضة (مواليد اللاذقية 1938)، أنتج المسلسل تلفزيون قطر، بالتعاون مع دائرة الإعلام في منظمة التحرير الفلسطينية، وفرقة أغاني العاشقين. ويؤرّخ العمل لمرحلة الشيخ القسّام منذ وصوله إلى حيفا وحتى استشهاده في أحراج يعبد، نجح العمل في تجسيد مكانة الشيخ الاجتماعية وعلاقته بالفقراء والعمال، وكذلك صدامه بالقوى التقليدية. والأهم طموحات عملاء الانتداب البريطاني من الأفندية في النيل من الشيخ. إضافة إلى ذلك، عكس العمل ذكاءً في تصوير مآرب اليهود الصهاينة في فلسطين، ودهاء سياساتهم، وتواطؤ الإنكليز معهم، وتوحّد الصهيونيتين الدينية والعلمانية في إطار مشروع الاحتلال.
أما العمل الآخر، فهو مسلسل قصير من إنتاج قناة «المنار»، أخرجه الإيراني حسن كاربخش، ووضع السيناريو والحوار له محمد النابلسي، وأدى دور البطولة عبد الرحيم علاء الدين. عكس العمل، المكوّن من 4 حلقات، سيرة القسّام من جبلة، في سوريا، وقتاله الفرنسيين، وتواصله مع بقية رموز المقاومة السورية كالشيخ صالح العلي، ومن ثم انتقاله إلى فلسطين، وصولاً إلى المشهد الملحمي لاستشهاده. رغم بساطة العمل، إلا أنه ينجح في تصوير التفاصيل التاريخية للنضال الفلسطيني ضد الصهاينة والإنكليز، ودور الشيخ فيها، وكذلك الوحدة العربية على طول خريطة بلاد الشام.
العملان متوفران على الإنترنت، لكن بجودة منخفضة، وكانت قناة «الريان القديم» القطرية قد أعادت عرض المسلسل على شاشتها، في حين ظلّ عمل «المنار» حبيس الذاكرة، على أمل أن يعاد بث العملين، وجعلهما متاحين للجمهور بشكل دائم، لما فيهما من أهمية قصوى، خصوصاً في المرحلة التاريخية الراهنة.