القاهرة | يبدو أن العفو الرئاسي عن الناشط السياسي، علاء عبد الفتاح، سيَصدر بالفعل، لكن بعد أن تستنفد الأُسرة الطُرق القانونية للحصول على هذا العفو، حتى لا يبدو الأمر وكأنه رضوخ للضغوط الخارجية التي رافقت تحرّكات شقيقة علاء، سناء سيف، التي تَواصلت مع الحكومة البريطانية، وعقدت مؤتمراً صحافياً مع «منظمة العفو الدولية» على هامش «قمّة المناخ» المنعقدة في شرم الشيخ. وفي ما يبدو تمهيداً للخطوة، منَح النائب العام تصريح زيارة، لم يُنفَّذ بعد، لوالدة علاء، ليلى سويف. كما تسلّمت الأخيرة ومحاميها خالد علي، خطاباً من علاء، يتضمّن تأكيده تناول المياه منذ يوم السبت الماضي بحسب تاريخ كتابة الخطاب الذي وصل إلى العائلة متأخّراً يومَين. ومع ذلك، لا تزال عائلة الناشط السياسي غير قادرة على لقائه بشكل مباشر منذ أسابيع، حيث جدّدت وزارة الداخلية رفضها هذا اللقاء لأسباب إجرائية.في غضون ذلك، قدّمت شقيقة علاء طلباً إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي من أجل استصدار قرار بالعفو، في خطوة طلبها النظام منها بشكل واضح، وقام بالإشادة بها عبر ممثّليه في الإعلام، مع التأكيد أنها تأتي في إطار «مسار طبيعي» لأيّ سجين ترغب عائلته في استصدار عفو رئاسي. واستندت العائلة في الطلب إلى اسم المحامي زياد العليمي، والذي اندرج ضمن قائمة المعفو عنهم في الأيام الماضية، وذلك لتشابه الاتهامات وتفاصيل القضايا المحبوسَين فيها. وحصلت أُسرة علاء، عبر وسطاء، على وعد بالإفراج عنه بعفو رئاسي، لكن في «الوقت المناسب» من وُجهة نظر القيادة السياسية.
ينتظر عبد الفتاح، الآن، عفواً رئاسياً قد يَصدر في أيّ لحظة


وأكدت الرسالة أن «وسائل الضغط الخارجية واستمرارها أمر لا يمكن القبول به»، وأن «العفو عندما يَصدر لن يكون مشروطاً أو نابعاً من ضغوط». واعتبرت أن «ما فعلته سناء سيف في الأيام الماضية، بالتزامن مع قمة المناخ، زاد الأمر تعقيداً، وأضرّ علاء على المستوى الشخصي أكثر ممّا أفاده في ظلّ الوضع الحالي». في المقابل، وبحسب مصادر سياسية على اطّلاع على تفاصيل القضية، فإن جميع تغريدات علاء التي تضمّنت «تحريضاً منه على القتل»، والتي عادت إلى الظهور عبر حسابه على «تويتر»، ليست لها علاقة بالاتّهامات المسجون على خلفيّتها حالياً، فضلاً عن أن هذه التغريدات التي تمّ تزييف جزء منها، لم يتمّ التحقيق فيها ولم تُقدَّم بلاغات بشأنها في وقت كتابتها، الأمر الذي يعني أن الحديث عنها غير ذي جدوى حالياً.
في هذا الوقت، تحدّثت مصادر في وزارة الداخلية، إلى «الأخبار»، عن تحسّن ملحوظ في حالة علاء بعدما أنهى إضرابه خلال الأيام الماضية بشكل جزئي، فيما تخضع حالته الصحّية حالياً لـ»متابعة حثيثة من الأطبّاء الموجودين في السجن». وشدّدت المصادر على «أولوية سلامته الجسدية وعدم معاناته من أيّ أمراض يمكن أن تشكّل خطورة على حياته، فضلاً عن عدم وجود أيّ سوء معاملة مقصود داخل مستشفى السجن والمكان المحتجَز فيه». وينتظر عبد الفتاح، الآن، عفواً رئاسياً قد يَصدر في أيّ لحظة، وقد يتضمّن علاء بمفرده أو برفقة آخرين ضمن القائمة المنتظَر الإعلان عنها في الأيام القليلة المقبلة. وفي الانتظار، يجري التشديد في مختلف القنوات المرتبطة بالسلطة، على أن قرار العفو مرتبط بالسيسي شخصياً، وسيأتي في وقت يراه الأخير مناسباً، قد يكون قبل زيارة الجنرال إلى البيت الأبيض الشهر المقبل للمشاركة في القمّة الأميركية - الأفريقية، والتي يستضيفها الرئيس الأميركي، جو بايدن.