سيناء | القاهرة | غزة | سقط قبل ليلتين ثمانية مصريين، بينهم مجند وطفلتان، إضافة إلى خمسة وعشرين مصاباً، هم حصيلة قذائف استهدفت الكتيبة 101 التابعة لقوات حرس الحدود في رفح ومبنى مديرية الأمن في منطقة العريش. ووفق قوات الأمن، فإن استهداف تلك الكتيبة جرى بقذيفة هاون، في حين أن مبنى مديرية الأمن استهدف بقذيفة «بازوكا». وقالت المصادر الطبية إن طبيعة الإصابات الواردة كانت خطيرة وفيها بترت أجزاء من أجساد الجنود.
على الفور انتشرت عناصر القوات المسلحة التي فرضت حظر التجوال في مناطق رفح والعريش وقطعت الشبكات والإنترنت وخطوط المواصلات مع تمشيط كامل للمنطقة، في حين أن الحملة الأمنية أسفرت عن اعتقال 90 فلسطينياً، بعضهم دخلوا ممّا بقي من الأنفاق مع غزة، على ما أفادت مصادر أمنية مصرية.
وتقول هذه المصادر إنها «ضبطت مخططات مع الموقوفين تهدف إلى إطلاق قذائف ناحية إسرائيل من الأراضي المصرية، ويجري التحقيق معهم لبيان العناصر المحركة لهم، كذلك أسفرت عمليات التمشيط عن ضبط منصة صواريخ أخرى كانت مثبتة على قاعدة ووجهتها رفح الفلسطينية، إلى جانب الكثير من الأسلحة».

مصر تتهم
«حماس» بقلقلة الأمن وتتحدث عن اعتقال 6 قيادات في سيناء

وقالت مصادر عسكرية أخرى إن «قوات الصاعقة وحرس الحدود طاردوا بعض الموقوفين وكانوا يحملون أسلحة آلية، كذلك جرى تبادل إطلاق للنار بين الطرفين». لكن المصادر رفضت الكشف عن نتائج هذه المطاردة، مشددة على أنها نجحت في ضبط مجموعة ويجري البحث عن آخرين.
في السياق، نقلت مصادر مطلعة لـ«الأخبار» أن «أحد الأجهزة المعلوماتية التابعة للقوات المسلحة بدأ التحقيق مع مجموعة ضبطها عناصر القوات المسلحة قبل يومين، منهم 6 قيادات من حركة المقاومة الإسلامية «حماس»». وقالت إن عملية الضبط جاءت أثناء عمليات التمشيط التي نفذتها وحدات الجيش والشرطة هناك.
وقالت تلك المصادر إن «السبب في خروج تصريحات قادة حماس عن رفض دخول القاهرة وسيطاً في الحرب الجارية كان رفض الأخيرة تسليم قادة حماس المقبوض عليهم، كذلك طالبت الحركة بتدخل قطري ــ تركي، وهو الأمر الذي اعتبرته الأجهزة السيادية المسؤولة عن متابعة الملف الفلسطيني مراهقة سياسية». تعليقاً على ذلك، نفى المتحدث باسم «حماس»، فوزي برهوم، إلقاء القبض «على أي من عناصر حماس في سيناء»، مضيفاً أن هذا الاتهام كاذب وغير صحيح. وقال لـ«الأخبار» بنبرة توحي بالدهشة: «معركتنا هنا من فلسطين إلى فلسطين ولا نخرج إلى أي مكان ولن نقاتل في أي محور آخر».
وظهرت ملامح الضغط والإرهاق على وجه برهوم الموجود في مستشفى الشفاء في غزة، مرجعاً الاتهام إلى «حملة تشويه منهجية» تتعرض لها حركته منذ أكثر من عام.
ويرى الرجل أن مواقف «حماس» الأخيرة من مصر صعدت وتيرة هذه الهجمة، «لا سيما بعد أن رفضت التعاطي في تفاهمات التهدئة التي سبقت الحرب على القطاع، وليس أقل من ذلك تفاهمات المبادرة المصرية التي تتكلم عن سحب سلاح المقاومة».
أما عن بنود المبادرة الأخيرة فإنه يرى فيها «نبرة تواطؤ من الجانب المصري على المقاومة في غزة»، مكملاً: «المبادرة المصرية وضعت بنودها في تل أبيب وألقيت في الإعلام كي تتلقفها حماس... هذا تواطؤ مع العدو وهذه المبادرة لا قيمة لها»، وبيّن في الوقت نفسه أنه كان بإمكان مصر أن تنأى بنفسها عن هذا الحرج «وألا تدخل في مثل هذه المهاترات التي تفقدها أهليتها لتقود مبادرات أخرى في المستقبل».
أما عن الدور المصري مستقبلاً في تفاهمات التهدئة، فأكد برهوم أن حركته لا تستجدي أحداً للتدخل «من أجل لجم هذا العدوان»، وختم حديثه قائلاً: «من أراد أن يقف معنا فأهلاً وسهلاً، ومن أراد أن ينسلخ عن عمقه العربي والقومي فسيكتب اسمه التاريخ بمداد من سواد».