حلب | ريف دمشق | بعد اختفاء لشهور، ومنذ لعبها الدور الأكبر في تصفية «الدولة الإسلامية» وطردها من ريف حلب الغربي، عادت حركة «نور الدين الزنكي» إلى المشهد الحلبي عبر «رتل إغاثة ونصرة مزود بعشرات الصواريخ الأميركية».
وقال مصدر معارض لـ«الأخبار» إنّ «ما حصلت عليه الحركة من صواريخ هو ثمن حربها على تنظيم الدولة الإسلامية، وهي التي بقيت في الظل تفتك بالمجاهدين وتقتل المنسحبين منهم من ريف إدلب خلال مرورهم في أراضيها». وربط المصدر بين صفقة صواريخ «تاو» واغتيال القيادي في «الجيش الحر» مصطفى قنطار الذي فرّ من جماعة «الفرقة 111» بعد تسلمه كمية من هذه الصواريخ التي حصلت عليها «جبهة ثوار سوريا».
وفي أعزاز في ريف حلب، تستعد «جبهة النصرة»، وفق مصدر معارض، لـ«استئصال خلايا داعش النائمة»، وعلى رأسها «جيش محمد» الذي يقوده أبو عبيدة المصري، بعد أن استغل انشغال «المجاهدين بنصرة حلب ليزيد من حضوره وتجنيده الشبان في أعزاز ودعوته إلى تطبيق الشريعة ونصرة دولة الخلافة الإسلامية التي أعلنها داعش».

يسعى «جيش الاسلام» إلى تأكيد أنه لا يزال ممسكاً بزمام الأمور
في الغوطة
وفي أبين، غربي أعزاز، قالت «حركة نور الدين زنكي» إن أحد قيادييها، ويدعى حسين أبو أحمد، تعرض لمحاولة اغتيال خلال مرور موكبه في القرية، واتهمت «عصبة الأنصار» بالوقوف خلف الحادث وبالتعامل مع تنظيم «داعش» وتشكيل خلايا نائمة لتنفيذ اغتيالات بحق «المجاهدين».
إلى ذلك، طالبت «الجبهة الإسلامية»، في بيان، كل القوى المعارضة بـ«تشكيل جسم جديد يعزّز قوانا العسكرية من حالة الشتات إلى مؤسسة عسكرية جامعة تخدم الثورة السورية، وتقود المرحلة نحو النصر». ودعا البيان الى محاسبة «المسيئين في المرحلة السابقة وهدرهم للأموال، ودعمهم لفصيل دون آخر لمصالح شخصية ضيقة».
في سياق آخر، استمرت المعارك بين «الدولة» و«جيش الاسلام» في الغوطة الشرقية للعاصمة، وتحديداً في مسرابا. مصدر مقرّب من «جيش الإسلام» قال لـ«الأخبار»: «يسعى زعيم هذا الجيش (زهران علوش) اليوم إلى تأكيد فكرة أنه لا يزال ممسكاً بزمام الأمور في الغوطة الشرقية»، وبما يقطع الطريق على «مبايعة داعش تحت تأثير الخوف أو الضغط العسكري». إلى ذلك، لا تزال الجبهات المتقابلة بين «جيش الإسلام» و«الدولة» في محيط دوما تشهد هدوءاً حذراً، وسط توقعات المتابعين باتساع رقعة المواجهات في الأيام المقبلة إلى جهة جوبر، وفي اتجاه عمق الغوطة الشرقية. وفي موازاة ذلك، تجدّدت الاشتباكات في مناطق عدّة بين الجيش والمسلّحين في الغوطة الشرقية، وأدّت إلى مقتل ثمانية مسلّحين في مزارع الساعور القريبة من دوما، وقتل اثنين آخرين خلال اشتباكات في مزارع الشيفونية المجاورة. وشهدت الجزيرتان التاسعة والحادية عشرة في عدرا العمالية اشتباكات متقطّعة. وأكّدت مصادر ميدانية أن الجيش تمكّن من كشف نفق في منطقة جوبر بطول 50 متراً وعمق 5 أمتار.
وفي القلمون، شمالي دمشق، شهدت جرود بلدات قارة ورأس المعرّة المحاذية للحدود اللبنانية اشتباكات بين الجيش وجيوب المسلّحين الفارين من مدن وبلدات المنطقة. كذلك استهدف الجيش عدداً من المعابر غير الشرعية مع لبنان حيث ينتشر المسلحون.
وفي درعا، أطلقت أربعة تشكيلات من المعارضة المسلّحة، هي «فرقة الحمزة» و«جبهة ثوار سوريا» و«حركة المثنّى» و«فوج المدفعية»، معركة «بدر القصاص من مدينة النحاس». وبحسب بيان صدر عن التشكيلات، تهدف المعركة إلى «تحرير بلدة الشيخ سعد»، الواقعة في الجزء الغربي من محافظة درعا، والتي يتمرّكز فيها «اللواء 61» التابع للجيش.
وفي القنيطرة، شهدت مناطق رسم الأقرع وعين الدرب والمزارع الواقعة بين سدي كودنة وبريقة مواجهات عنيفة بين المسلّحين والجيش. وأحبط الجيش محاولة تسلل من منطقة الهجة إلى إحدى النقاط العسكرية في المنطقة نفسها.

قصف إسرائيلي جديد

على صعيد آخر، قصفت طائرات حربية إسرائيلية «أهدافاً عسكرية وإدارية سورية» في هضبة الجولان فجر أمس. وذكر «المرصد السوري» المعارض أنّ طائرات إسرائيلية أطلقت صواريخ على مقر «اللواء 90» ومدينة البعث التي توجد فيها مقار ومراكز إدارية، ما تسبب «بمقتل أربعة أشخاص وجرح عشرة آخرين». وأضاف «المرصد» أنّ الغارة على مدينة البعث استهدفت منطقة يوجد فيها مقر محافظ القنيطرة.

100 متطوع كردي عبروا الحدود

من جهة أخرى، نفذت «وحدات الحماية» الكردية أمس عمليتين ضدّ «الدولة الاسلامية» في قريتي بيادية ودوكرمان، غربي مدينة عين العرب (كوباني). وأدت العمليتان إلى مقتل 4 من مسلّحي «الدولة»، فيما واصل التنظيم الأصولي قصف الأجزاء الشرقية والغربية من المدينة. في موازاة ذلك، تحدّثت مصادر عن دخول نحو 800 مسلّح من أكراد تركيا لمؤازرة «وحدات الحماية»، وذلك لصدّ هجوم متوقّع على عين عرب، يرمي إلى السيطرة على المدينة ذات الأغلبية الكردية في ريف حلب الغربي. لكن الرئيس المشترك لـ«حزب الاتحاد الديمقراطي» صالح مسلم نفى الخبر. وقال لوكالة «الأناضول»: «هناك 100 شاب طلبوا التطوع والالتحاق بصفوف «وحدات حماية الشعب» في مدينة عين عرب، والشباب عبروا الحدود» صباح أمس.