«على هذه الارض ما يستحق الحياة. بس للأسف مش شايف شي يستحق الحياة، ما دام الاحتلال يكتم على أنفاسنا، ويقتل إخواننا وأخواتنا. اللهم ارحم شهداءنا واشفِ جرحانا وفكّ قيد أسرانا. أنتم السابقون ونحن بإذن الله بكم لاحقون». هذه العبارة كانت آخر ما نشره منفذ عملية بيت إيل (شمال رام الله) الشهيد أمجد جاسر سكري أمس، على صفحته على فايسبوك، قبل دقائق من تنفيذ عمليته. سكري ابن السلطة الفلسطينية، وهو مرافق النائب العام، وحامل لتصريح الـVIP (تصريح إسرائيلي يعطى للشخصيات الفلسطينية المهمة لتسهيل مرورها على حواجز العدو). استغل الشهيد التصريح الذي يملكه، وسلك الطريق العسكري المخصص لحاملي هذه التصاريح. أوقف سيارته ذات اللوحة الخضراء (سيارة حكومية تابعة للسلطة) منتصف الحاجز، ترجّل منها، وأطلق النار من مسدسه «الأميري» (التابع للسلطة) على الجنود الصهاينة. وقال جيش العدو، في بيان، إن «رجلاً أطلق النار بالقرب من بيت إيل، وقامت القوات في الموقع بالرد على الهجوم وأطلقت النار على المنفذ، ما أدى الى مقتله». وأعلن البيان عن اصابة «ثلاثة إسرائيليين تم نقلهم لتلقّي علاج طبي طارئ في المستشفى». وقال شهود عيان إن شرطة الاحتلال لم تسمح لسيارات الاسعاف الفلسطينية بالوصول الى جثة الشهيد.
الأسير القيق في مرحلة الخطر... لا يتناول سوى الماء

وبعد تنفيذ العملية، أغلق جيش العدو مداخل محافظة رام الله، وسط الضفة الغربية، بنشره للحواجز العسكرية، ومنع المركبات الفلسطينية من العبور من رام الله وإليها.
أما في غزة، فقد أدّت مجموعة من مقاومي كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، التحية العسكرية للشهيد سكري خلال مهرجان تأبيني للشهداء السبعة الذين استشهدوا الإسبوع الماضي بعد انهيار نفق عليهم. وأكد الناطق باسم الكتائب، أبو عبيدة، أن المقاومة استطاعت أن تراكم قوتها، موضحاً أن المقاومة «تمتلك الحق الكامل في ذلك، ليس طلباً للحرب بل استعداداً لها». وقال أبو عبيدة إن «قرار الإعداد وحشد القوة لمواجهة عدوّنا ومقاومته هو قرار استراتيجي نافذ لا مجال للمساومة عليه أو الانكفاء عنه تحت أي ظرف من الظروف، وإنّ تهديدات العدو الصهيوني المتكررة لن تثنينا عن هذا الطريق، بل تدفعنا إلى المزيد من الإصرار على امتلاك ما نستطيع من وسائل القوة والردع».
الى ذلك، طالبت وزارة الصحة الفلسطينية، أمس، بإشرافها طبياً على حالة الأسير الصحافي محمد القيق المضرب عن الطعام منذ 68 يوماً، احتجاجاً على اعتقاله إدارياً. وحثّ وزير الصحة جواد عواد، في بيان، المجتمع الدولي على التدخل لإنقاذ حياة الاسير والضغط على الاسرائيليين للسماح لوفد طبي فلسطيني بالكشف على حالته والاشراف عليها. وقال عواد إن «الوضع الصحي للأسير القيق لا يحتمل أي مماطلة من قبل السلطات الاسرائيلية». من جهتها، قالت هيئة شؤون الاسرى والمحررين في منظمة التحرير الفلسطينية، إن القيق «فقد النطق بشكل كامل، والسمع بنسبة تجاوزت 60 %، إضافة إلى إصابته بالتهابات فى عينيه». وذكر بيان صادر عن الهيئة أن محاميتها هبة مصالحة زارت القيق فى المستشفى، ولم تتمكن من التواصل معه إلا من خلال الاشارة. وذكرت مصالحة أن هناك خشية من أن يدخل القيق فى غيبوبة، وحالته تتطلب تدخلاً فورياً للإفراج عنه، خاصة أنه مصمّم على رفض أخذ المدعمات وإجراء الفحوصات الطبية، ولا يتناول سوى الماء فقط.