صنعاء | على رغم مُضيّ عدّة أيام على انتهاء الهدنة الإنسانية في اليمن، لا يزال العمل باتّفاق وقف إطلاق النار سارياً في معظم الجبهات الداخلية، باستثناء مناوشات يومية تشهدها الجبهات المحيطة بمدينة مأرب، وجبهة يافع الحدّ القريبة من محافظة البيضاء. كذلك، تستمرّ الرحلات التجارية الجوّية من مطار صنعاء إلى الأردن، فيما سُجّل دخول أوّل سفينة وقود إلى ميناء الحديدة يوم الخميس، من دون أن تتعرّض للاحتجاز من التحالف السعودي - الإماراتي في جيبوتي.وعلى المستوى السياسي، تتواصل الاتّصالات الهادفة إلى إيجاد حلّ لمعضلة رواتب موظّفي الدولة، بما يتيح الاتفاق على تمديد ثالث لوقف إطلاق النار، وسط تدخُّل وسطاء إقليميين كانوا حتى الأمس القريب مُتوارين في ما يتّصل بالمشهد اليمني، ومن هؤلاء قطر وباكستان. لكن، إلى الآن، لم يتمّ التوصّل إلى أيّ تفاهم جديد، ما يُبقي احتمالات العودة إلى التصعيد قائمة، وإن كانت التهديدات والتهديدات المضادّة جزءاً من عملية التفاوض نفسها.
وفي هذا الإطار، قالت مصادر مقرَّبة من حركة «أنصار الله»، لـ«الأخبار»، إن «حرب البيانات، والمترافقة مع تعليق التصعيد الشامل، لن تستمرّ إلى ما لا نهاية»، مضيفةً إن «تهديدات صنعاء ستجد طريقها إلى التنفيذ قريباً، بعدما أُفسح المجال لمساعي السلام الدولية والإقليمية». وأشارت المصادر إلى أن «القوات المسلّحة تنتظر إشارة البدء من القيادة السياسية لتُواصل معركة الشعب اليمني الدفاعية»، مُهدِّدةً بأنه «في حال رفض تنفيذ المطالب الإنسانية الملحّة، ستضاف بنود أخرى ذات طابع عسكري، كإنهاء العدوان والحصار بشكل كلّي، وسحب القوّات الأجنبية من كلّ الأراضي اليمنية، وتقديم التعويضات الكاملة لِمَا خلّفته الحرب من أضرار مباشرة وغير مباشرة في البلاد». وفي الاتّجاه نفسه، توعّد وزير الدفاع في حكومة الإنقاذ، اللواء محمد ناصر العاطفي، في تصريح نقلته وكالة الأنباء الرسمية «سبأ»، بأن «حالة اللاسلم واللاحرب ستنتهي قريباً»، ملوّحاً بأن «قوّاته ستُدير مواجهة ذات بُعدَين تكتيكي واستراتيجي، ولن تتردّد في قصف أهداف في غاية الحساسية والأهمّية»، مؤكداً أن «لا خطوط حمراً ولا موانع ستقف أمام صواريخنا وطائراتنا المسيّرة».
يَتوقّع مراقبون أن يَصدر موقف حاسم بخصوص الهدنة عن الحوثي اليوم


وإذ يَتوقّع مراقبون أن يَصدر موقف حاسم بخصوص الهدنة عن زعيم حركة «أنصار الله»، عبد الملك الحوثي، اليوم السبت، في خطابه بمناسبة ذكرى المولد النبوي، والذي سيتضمّن أيضاً ردّاً على الاتّهامات الأميركية والدولية للحركة بعرقلة تمديد الهدنة من خلال إصرارها على مطالبها المتّصلة برواتب الموظفين، علمت «الأخبار»، من مصادر مطّلعة، أن سلطنة عُمان عادت، الخميس، إلى تكثيف اتّصالاتها في محاولة لإحداث خرق جديد، إلّا أن المصادر ذاتها استبعدت التوصّل إلى تفاهم ما لم تُقرّ صيغة مُرضية لصنعاء بخصوص الرواتب. وكانت مصادر متعدّدة قد أفادت برفض حكومة الإنقاذ تَكفُّل الرياض بصرف المعاشات من جيْبها بدلاً من عائدات مبيعات النفط والغاز في المحافظات الخاضعة لسيطرة الجماعات الموالية لـ«التحالف»، موضحةً أن العرض السعودي لا يختلف عن العروض السابقة المُقدَّمة من الأمم المتحدة، والتي استثنت منتسبي وزارتَي الدفاع والداخلية في صنعاء وفقاً لكشوفات 2014 من لائحة المستفيدين. وبيّنت المصادر أن هذا العرض جاء بإيعاز أميركي، إلّا أن «أنصار الله» ظلّت على تَمسّكها بضرورة الصرْف من إيرادات المبيعات النفطية والغاز، وهو ما أثار استياءً أميركياً تَرجمه بيان مجلس الأمن الأخير.