قلق كبير على المستوى الرسمي في العراق، إثر استيلاء تنظيم «الدولة الإسلامية» على مستودع للأسلحة الكيميائية شمال غرب بغداد، حيث أعلنت الحكومة العراقية في رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن «مجموعات إرهابية مسلحة» استولت على مستودع سابق للأسلحة الكيميائية في العراق يعود إلى عهد الرئيس السابق صدام حسين.
وفي هذه الرسالة التي تعود إلى الأول من تموز، ونُشرت أول من أمس، قال السفير العراقي لدى الأمم المتحدة محمد علي الحكيم، إنه بسبب الفوضى، لا يمكنها مؤقتاً مواصلة تدمير ترسانتها.
وجاء في الرسالة أن «مجموعات إرهابية مسلحة دخلت إلى موقع المثنى» في شمال غرب بغداد ليل 11 حزيران، بعد تجريد الجنود من أسلحتهم.
وأضافت أن هذا الموقع هو «منشأة قديمة للأسلحة الكيميائية»، حيث لا تزال «بقايا من برنامج الأسلحة الكيميائية» السابق مخزنة في مستودعين منه، ولكنها لم تعط مزيداً من الإيضاحات حول طبيعة أو خطورة هذه البقايا.
من جهة أخرى، قال رئيس لجنة حكماء الأنبار غربي العراق، الشيخ رعد علي السليمان، أمس، إن قيادات عشائرية ودينية قامت بتنصيبه أميناً عام لمجلس ثوار عشائر العراق (مقاتلي العشائر السنية المناهضين للحكومة)، خلفاً للشيخ علي الحاتم. وأضاف: «تم الاتفاق خلال اجتماع عُقد في أربيل أمس (الثلاثاء)، ضم جميع القيادات العشائرية والدينية وقيادات المجلس العسكري في محافظات الأنبار، وصلاح الدين ونينوى وديالى وبغداد، على عدة نقاط، أبرزها تنصيب أمين عام لمجلس ثوار عشائر العراق، بدلاً من الشيخ علي الحاتم الذي كان يشغل هذا المنصب». وأعرب رئيس مجلس العشائر العراقية عن رفضه «إعلان ولايات في بعض المدن العراقية، وترك معركة بغداد» التي وصفها بـ«المصيرية». ومضى قائلاً: «أبلغت القيادات العشائرية والدينية تنظيم الدولة الإسلامية في الأنبار أن هدفها هو تحرير بغداد من حكومة المالكي الطائفية، التي قتلت أبناء السنّة والجماعة بحجة الإرهاب وعلى الهوية».

عين رئيس حكماء الأنبار رعد سيمان
أميناً عاماً لمجلس
ثوار العراق
وطالب السليمان تنظيم «الدولة الإسلامية» بـ«مساندة مسلحي العشائر، والتوجه إلى بغداد لتخليصها من الظلم والميليشيات». وتابع: «عشائر الأنبار ترفض تقسيم العراق من أي جهة كانت سنية أو شيعية، ولكن في المقابل أي جهة ترفض الاندماج معنا فليكن».
من جهته، أكد اللواء الركن خالد الدليمي، أحد قادة فصائل عشائر الأنبار، وهو من ضباط الجيش السابق، «رفض التفاوض مع رئيس الحكومة نوري المالكي، لكونه هو وحكومته وميليشياته وعصابات إيران التي جاء بها قتلوا الآلاف من المدنيين الأبرياء في الفلوجة والرمادي وسامراء، بدم بارد، من خلال قصف منازل المواطنين الآمنين»، لافتاً إلى أن «لثوار عشائر الأنبار والمجلس العسكري قادة يمثلونهم، وهناك من هو مخوّل بالحديث عنهم من أرض الأنبار، فضلاً عن وجود قادة ومجالس عسكرية أخرى في باقي المحافظات الثائرة، التي تنسق مواقفها وتحركاتها العسكرية».
في هذا الوقت، أفاد مصدر عشائري في مدينة الفلوجة بمحافظة الأنبار بأن تنظيم «الدولة» أقام استعراضاً عسكرياً بأفراده وآلياته وأسلحته، بعد إعلانه قتل قائد كبير في الجيش غرب بغداد.
وذكر المصدر لوكالة «الأناضول» أن «تنظيم الدولة الإسلامية أعلن رسمياً قتله قائد الفرقة السادسة في الجيش العراقي اللواء الركن نجم عبدالله بنيران قناص، خلال مواجهات عنيفة في منطقة الكرمة شرق الفلوجة».
وأشار إلى أن هدف هذا الاستعراض هو «إبراز قوة وجاهزية عناصر التنظيم في فرض سيطرتهم على مناطق واسعة من الأنبار، إضافة إلى تمكنهم من التصدي لأي هجمات من القوات الحكومية في منطقة الكرمة شرق الفلوجة».
في غضون ذلك، أعلنت قيادة عمليات بغداد أمس قتل القوات الأمنية أكثر من 47 عنصراً من عصابات «الدولة الإسلامية» غرب بغداد.
وذكر بيان لقيادة العمليات أن «قوة من الفوج الأول اللواء 24 تمكنت من قتل خمسة وأربعين من عناصر المجاميع الإرهابية، وتدمير أربع عجلات تحمل سلاحاً أحادياً وقتل من فيها، ضمن مناطق العبادي والشورتان والسعدان غرب بغداد، كذلك تمكنت قوة من الفوج الأول اللواء 60 من تدمير عجلتين وقتل من فيهما من الإرهابيين، ضمن منطقة جسر الرفوش غرب بغداد، فيما تمكنت قوة من الفوج الثالث اللواء 25 من قتل اثنين من الإرهابيين المسلحين ضمن منطقة عرب جاسم جنوب بغداد.
من جانب آخر، أفاد مصدر في محافظة نينوى أمس بأن مستودعات للمنتجات النفطية دمرت بقصف جوي نفذته طائرة حربية، جنوبي الموصل.
إلى ذلك، أعلن رئيس مجلس محافظة بابل رعد حمزة الجبوري، أمس، عن عثور القوات الأمنية على 50 جثة مجهولة الهوية قضت رمياً بالرصاص شمالي الحلة، مبيّناً أن «الجثث بدت عليها إطلاقات نار في منطقة الرأس».
وأضاف أن «الأجهزة الأمنية تجري تحقيقاً لمعرفة الجهة المسؤولة عن الحادث وهوية القتلى».
(الأخبار، أ ف ب، الأناضول)