غزة | تقرَّر، قبل ساعات قليلة من بدء 1200 أسير فلسطيني إضراباً شاملاً عن الطعام احتجاجاً على ظروف احتجازهم، تعليقُ الإضراب، بعدما تراجعت إدارة سجون الاحتلال عن النقل التعسّفي للأسرى، وفق ما أوردت «لجنة الطوارئ الوطنية العليا للحركة الأسيرة». ويبدو أن مردّ هذا التراجع تحذيرات المستويات الأمنية الإسرائيلية من أن إضراباً كهذا يُحتمل أن يؤدّي إلى «تفجُّر الأوضاع» في الأراضي الفلسطينية، ولا سيما في الضفة الغربية المحتلّة. وكان الأسرى قد أرجأوا، يوم أمس، بدء إضرابهم لمدّة 12 ساعة، ممهلين إدارة السجون لتنفيذ مطالبهم، والأخذ بملاحظات «لجنة الطوارئ العليا»، التي كانت قد أوردت أسماء خمسة من قيادات الأسرى المخوَّلين التفاوض حول الإضراب، وإدارة هذه المعركة بالتشاور مع هيئاتهم ومرجعياتهم التنظيمية، وهم: عمار مرضي ممثّلاً عن حركة «فتح»، سلامة القطاوي ممثّلاً عن حركة «حماس»، زيد بسيسي عن حركة «الجهاد الإسلامي»، وليد حناتشة عن «الجبهة الشعبية» وحسين درباس عن «الجبهة الديموقراطية». وبالتوازي مع ذلك، شهدت سجون الاحتلال، ولا سيما سجنا النقب ونفحة، توتّرات، مع رفْض عدد من الأسرى الدخول إلى زنزاناتهم بعد إجراء الفحص الأمني، وسط تهديدات من الإدارة باستعمال القوّة ضدهم.من جهتها، أعلنت حركة «حماس» أن هناك حالة تأهُّب وطني مُوازية لخطوات الأسرى في سجون الاحتلال، مشدّدة على لسان عضو قيادتها في قطاع غزة، علي العمودي، على أن «حرية الأسرى على سُلَّم الأولويات الأولى للمقاومة»، وعلى رأسها «كتائب القسام»، مذكّرةً بأنّها تحتفظ بأسرى العدو، وتسعى إلى إنجاز صفقة «وفاء أحرار ثانية» تكون «مشرّفة وترفع رأس شعبنا». وعبّر رئيس المكتب السياسي للحركة، إسماعيل هنية، بدوره، عن استعداد حركته لخوض معركة من أجل الدفاع عن الأسرى، «كما خاضت معركة سيف القدس دفاعاً عن المسجد الأقصى والقدس»، مضيفاً: «نحن أمام خطوة استراتيجية وانعطافة حادّة في واقع السجون، في ظلّ وجود أكثر من خمسة آلاف أسير وأسيرة في السجون. يجب أن يرتفع الصوت عالياً، كفى لهذا الاحتلال، وكفى لاستمرار الاعتقال والتسلُّط من قِبَل الكيان على الأسرى». وعلمت «الأخبار» أن اتّصالات أجرتها «حماس» و«الجهاد الإسلامي» مع الوسيط المصري بخصوص مسألة الأسرى، وسط تحذيرات فلسطينية من أن عدم الاستجابة لمطالبهم سيؤدّي إلى تفجُّر الأوضاع في كلّ الساحات الفلسطينية. وقال القيادي في حركة «الجهاد الإسلامي»، داود شهاب، في تصريحات صحافية: «سنواصل اتّصالاتنا مع مصر لإنهاء كلّ أشكال المعاناة التي يعيشها الأسرى داخل سجون الاحتلال».
في السياق نفسه، نقل موقع «واي نت» العبري، عن مصادر أمنية خشيتها من أن إضراب الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، «سيزيد من تفجير الأوضاع في الضفة الغربية، ولن يساعد في إعادة الهدوء إليها، وخاصّة في ظلّ الدعوات إلى المواجهة في نقاط التماس تضامناً مع المعتقَلين، والتحذيرات حتى من مكتب رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، من المساس بهم».


عواودة يختم ملحمته
في اليوم الـ 172 من إضرابه المفتوح عن الطعام، علَّق الأسير الفلسطيني، خليل عواودة، إضرابه بعد التوصُّل إلى اتّفاق مكتوب مع سلطات الاحتلال يقضي بتحديد سقف اعتقاله الإداري، والإفراج عنه في الثاني من شهر تشرين الأوّل المقبل، أي موعد انتهاء الأمر الإداري الحالي، وهو الثاني الذي يصدر في حقّه منذ اعتقاله في كانون الأول من العام الماضي. ووفق الاتفاق، سيبقى عواودة في مستشفى «آساف هروفيه» حتى تعافيه تماماً، وسط ترجيح بأن يفرج عنه من المستشفى، وخصوصاً أن حالته تتطلّب رعاية ووقتاً طويلاً للتعافي.