في مسعى لإرضاء "الشارع الثوري"، غازل إعلان "التوافق الوطني" الشباب
كذلك، نصّ الإعلان على تشكيل جسم سيادي لإدارة الفترة الانتقالية، كما على إجراء تعديلات على الوثيقة الدستورية لعام 2019، والتي كان من المفترض أن تُدار بموجبها الفترة الانتقالية قبل أن يجمّد البرهان العمل بها. ومن بين تلك التعديلات حذْف المادة 20 التي تمنع على شاغلي المناصب الدستورية خلال الفترة الانتقالية حقّ الترشح في الانتخابات، بالتالي تضْمن المجموعة ذاتها التي حكمت في الفترة المذكورة الاستمرار في السلطة حتى بعد إجراء الانتخابات، حيث سيكون من السهولة تسخير موارد الدولة خلال الحملات الانتخابية للمرشحين. ويُضاف إلى ما تَقدّم، منْح قوى "التوافق الوطني" نفسها سلطة إعفاء رئيس الوزراء عوضاً عن المجلس التشريعي الذي نصّ الإعلان الجديد على أن يشكَّل من 400 عضو يراعَى في اختيارهم التنوّع العرقي والديني، وهي بهذا بالإضافة إلى استئثارها بحقّ تعيين رئيس الوزراء وإعفائه، تُنصّب نفسها حاضنة سياسية للحكومة المقبلة عوضاً عن قوى "الحرية والتغيير - المجلس المركزي"، الطرف الموقّع على الوثيقة الدستورية، وهو ما اعتبرته الأخيرة "خيانة لثورة ديسمبر، وانتهازية تعمّدت فيها أدوات العسكر تقاسم المكاسب مع مُحرّكيها في السلطة الانقلابية".
ووفق محمد عبد الحكم، رئيس القطاع الإعلامي لـ"التجمّع الاتحادي"، أحد مكوّنات قوى "الحرية والتغيير - المجلس المركزي"، فإن "الإعلان السياسي لمجموعة التوافق الوطني يمنح الشرعية الدستورية للانقلاب، وهو إعادة تدوير لمبادرة رجل الدين الصوفي الطيب الجد التي يرعاها البرهان وخلف الستار قيادات من النظام البائد". ويرى عبد الحكم، في تصريح إلى "الأخبار"، أن "مجموعة التوافق ليست سوى أداة يستخدمها الجيش لتحقيق أهداف الانقلاب"، مضيفاً: "نحن في التجمع الاتحادي نؤكد رفضنا للإعلان الدستوري المقترَح، وسنتصدّى بحزم لأيّ خطوة أحادية من العسكر وحلفائهم وصولاً إلى تحقيق أهداف الثورة ودولة الحرية والسلام والعدالة".
من جهة أخرى، وفي مسعى لإرضاء "الشارع الثوري"، غازل إعلان "التوافق الوطني" الشباب، ضامناً لهم المشاركة في جميع هياكل السلطة الانتقالية، من مجلس السيادة ومجلس الوزراء والمجلس التشريعي، بالإضافة إلى إنشاء مفوضية للشباب تهتمّ بقضاياهم. وفي هذا الإطار، قال الأمين السياسي لحركة "العدل والمساواة"، أحد مكوّنات مجموعة "التوافق الوطني"، بارود صندل، في منشور له على مواقع التواصل الاجتماعي: "نتطلّع خلال الفترة الانتقالية إلى أن تتحوّل لجان المقاومة ومجموعة (ملوك الاشتباك) - وهي مجموعة شبابية تقود بشراسة الحراك السلمي ضدّ انقلاب البرهان والحركات المسلحة منذ أكثر من عشرة أشهر - إلى الاشتباك داخل الحكومة بدلاً من خارجها، وأن تتحوّل طاقات الشباب ومجموعتا (ملوك الاشتباك) و(غاضبون) إلى طاقات إيجابية لبناء الوطن".