بغداد | على رغم كلّ التوضيحات التي أراد من خلالها زعيم «التيار الصدري»، مقتدى الصدر، نزع أيّ طابع سياسي عن صلاة الجمعة الموحّدة التي دعا إلى إقامتها اليوم، وإضفاء الطابع الديني الخالص عليها، إلّا أنه سيَصعب عزلها عمّا يجري في البلد من نزاع سياسي انخرط فيه الرجل في مواجهة القوى المنضوية في «الإطار التنسيقي». وجاء التسريب الصوتي المنسوب إلى رئيس الوزراء الأسبق، نوري المالكي، والذي يتضمّن شتائم للصدر، عشية الصلاة المقرَّرة، ليؤكد أن لا شيء ينفصل عن السياسة. ويشتمل التسريب وصْف الصدر بأنه «جاهل ولا يفهم في الأمور السياسية»، واعتبار أن إيران قدّمت له الدعم بهدف صُنع «نسخة ثانية» من السيد حسن نصرالله. وإذ بدا هذا التطوّر كفيلاً بإذكاء الاحتقان السياسي، فقد سعى الصدر إلى التخفيف من وقْعه، قائلاً في تغريدة: «لا تكترثوا للتسريبات، فلا نقيم لها وزناً»، مضيفاً أن «صوت الجمعة أعلى من أيّ احتجاج آخر... وإنّي لن أدخل في فتنة أخرى، والخيار للشعب، وإنّي داعم له سابقاً وفي الأيام المقبلة إن أراد الوقوف من أجل مناصرة الإصلاح». وأبقى الصدر مسألة إمامته للصلاة مفتوحة، إذ قال إنه قد يؤمّها شخصياً أو يرسل مَن ينوب عنه لفعل ذلك. بدوره، سارع المالكي، زعيم «ائتلاف دولة القانون»، إلى التبرّؤ من التسجيل، ووصْفه بـ«المفبرك» وبأنه «لا يعود إليه».وتعليقاً على التحشيد الصدري لصلاة الجمعة، يَعتبر القيادي في «تحالف الفتح»، عائد الهلالي، في حديث إلى «الأخبار»، أن «الصدر يسعى من خلال إقامة الصلاة بهذا الشكل الذي يمتاز بالتحشيد العالي والدقّة والانضباط، إلى تحقيق جملة من الأهداف، تتمثّل في القول إنّنا حتى وإن تركنا الساحة السياسية تشريعياً وتنفيذياً، فلن نكون غائبين عن مجريات الأحداث، ولدينا القدرة على إعادة البوصلة السياسية إلى الاتّجاه الذي نراه مناسباً من خلال هذه الجماهير». ويصف الخطوة بأنها «حركة لشحذ همّة الجماهير، حيث قد تكون قيادة التيار التي خرجت من العملية السياسية قد تسبّبت بحالة من الانكسار النفسي لدى البعض منهم؛ وكذلك الإبقاء على حالة التواصل ما بين جماهير التيار وقياداته والعمل منذ هذه اللحظة للتهيئة للاستحقاقات المقبلة». ويرى الهلالي أن «هذا كارت أصفر يرفعه الصدريون في وجه الشركاء السياسيين، في رسالة مفادها بأننا لا نزال نتحكّم بالميدان السياسي والحراك الجماهيري. كما أن إقامة الصلاة في بغداد بالقرب من مراكز صناعة القرار السياسي لها مدلول خاص، إذ إن جماهير التيّار سبق أن دخلت المنطقة الخضراء».