في وقت يرزح فيه الجيش العراقي تحت ضغط المعارك التي يخوضها ضد عناصر «الخلافة الإسلامية»، يزيد التعنت الأميركي في تسليحه من معاناته، وهو ما دفع بالعراق إلى البحث عن مصدر تسليح مغاير، قد يكون روسيا أو إيران.
وأعلن رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الأميركية مارتن ديمبسي أن العسكريين الأميركيين وصلوا إلى العراق لمساعدة سلطات البلاد في محاربة المسلحين. وقال أمس، إن قسماً من الجنود الأميركيين سيعمل في مركز عملياتي مشترك أميركي ــ عراقي لتقييم الوضع، وقسماً آخر سيقوم بزيارات تفقدية للوحدات المحلية، معتبراً أن أمام العسكريين، الذين يصل عددهم إلى 750، مهمة أخرى تتمثل في تأمين الحماية للسفارة الأميركية في بغداد والمطار الدولي في العاصمة أيضاً. كذلك، رأى أن من الأدوار الرئيسة للقوات الأميركية الموجودة في العراق الآن تقييم قدرة قوات الأمن هناك على التماسك، وما إذا كان قادتهم واثقين من قدرتهم على القيام بدورهم.
وبشأن أفراد القوات العراقية، تساءل ديمبسي: «ماذا يفعلون؟ ما تركيبتهم؟ هل ما زالوا قوة تمثل جميع العراقيين؟».
وتابع: «عندما نحصل على هذا التقييم، سنتخذ بعض القرارات بشأن أنواع أخرى من الدعم التي يمكن أن نقدمها»، مؤكداً أن «تقييم الولايات المتحدة للوضع يتم في نفس الوقت الذي يحاول فيه الزعماء السياسيون في العراق تشكيل الحكومة».
كذلك أوضح أن «قدرتهم على التوصل إلى مصالحة سياسية بين الجماعات، وتقديم وجه شامل لشعب العراق، ستؤدي إلى تكوين عامل مهم في تحديد ما سنقوم به في المستقبل».
في هذا الوقت، أعلنت السفارة الأميركية في بغداد، أمس، تسليم العراق أكثر من 14 مليون قطعة ذخيرة من الأسلحة المختلفة خلال الأشهر الستة الماضية، حيث قال رئيس مكتب التعاون الأمني في السفارة الأميركية في بغداد، الفريق مايكل بدناريد، «سلّمنا خلال الأشهر الستة الماضية، بناءً على طلب العراق، 14 مليون قطعة ذخيرة من الأسلحة المختلفة، وسبعة آلاف منظومة تسليحية من بنادق وقاذفات، وسلّمنا 389 صاروخاً نوع هيل فاير كان آخرها 45 صاروخاً يوم السبت الماضي، و17 ألف قذيفة دبابة»، لافتاً إلى أنه «لم يتم تسليم طائرات أف 16 حتى الآن للعراق، وما جرى الشهر الماضي كان احتفالات حضرها فالح الفياض وسفير العراق في واشنطن لمناسبة إكمال أول طائرة، والآن هناك طائرتان جاهزتان للتسليم، إلا أن الوضع الأمني وسلامة الفريق الفني الذي يدير الطائرات يعيقان عملية التسليم».
كذلك، أكد «استحالة» تجهيز العراق بمروحيات الأباتشي خلال المدة القليلة المقبلة، قائلاً إن «صناعة مروحيات الأباتشي عملية معقدة، وتجهيز العراق بها يحتاج إلى خمس سنوات، ولهذا فمن الصعب تجهيزها قريباً»، مبيّناً أن «الولايات المتحدة الاميركية كانت ترغب في تأجير ست مروحيات أباتشي خلال أشهر، لكن الحكومة العراقية لم توقع منذ سنتين على الوثائق المطلوبة لتزويدها بهذه الطائرات».
من جهته، قال السفير العراقي لدى الولايات المتحدة إن بلاده تحولت إلى دول أخرى للحصول على دعم عسكري لقتال مسلحي «الخلافة الإسلامية»، لأن بغداد لا يمكنها الانتظار أكثر من ذلك للحصول على دعم أميركي إضافي.
وتحدث لقمان الفيلي في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي في واشنطن أمس، قائلاً إن العراق سيقبل على الأرجح المزيد من المساعدات من إيران لمواجهة التهديد الذي تمثله «الخلافة»، على غرار قبوله دعماً جوياً من روسيا.
لكنه عاد وأكد أن العراق في حاجة ماسة إلى الدعم الأميركي، لمساعدته في التغلب على «الخلافة» التي سيطرت على مساحة كبيرة من أراضي العراق، مطالباً الولايات المتحدة بشن غارات جوية تستهدف مواقع المتمردين.
(الأخبار)