ريف دمشق | لم يتمكّن مقاتلو «الدولة الإسلامية» من البقاء لفترة أطول في ميدعا في غوطة دمشق الشرقية، تحت ضغط الكثافة النارية من قبل مقاتلي «جيش الإسلام» الذين انسحبوا من مناطق عدة في الغوطة تمهيداً لضرب نفوذ «الدولة» في ميدعا. وتشير المصادر الميدانية لـ«الأخبار» إلى أنه، خلال الساعات الأولى من فجر أمس، تمكّنت قوات «جيش الإسلام» من تدمير ثلاثة مقار عسكرية تابعة لـ«الدولة»، لتصل حصيلة ما خسره التنظيم خلال معارك اليومين الماضيين إلى خمسة مقار، وأكثر من خمسة عشر قتيلاً، إضافة الى عشرات الجرحى.
وهذا ما دفع بالتنظيم «إلى الانسحاب من البلدة، والتوجه نحو الضمير وغربي عدرا العمالية» (التي تسيطر قوات الجيش على شقها الشرقي). وكانت مصادر محلية أكدت لـ«الأخبار» أن الانسحاب جرى على دفعتين؛ «في الحادية عشرة جرى إخراج بعض المقاتلين إلى جبهة الضمير للبقاء هناك، فيما قررت المجموعة الأخرى الانسحاب إلى غربي عدرا العمالية تمهيداً للانتقال نحو دوما من أجل الانضمام إلى مقاتلي التنظيم المحتشدين جنوب المدينة». وكشفت المصادر ذاتها أنّ التمهيد للانسحاب جرى «من خلال استخدام مكبرات الصوت في جوامع ميدعا، والتي يستخدمها عناصر الدولة منذ بداية دخولهم لتنظيم حركة عناصرهم في المدينة». في موازاة ذلك، ترتفع مأساة المدنيين في عموم الغوطة الشرقية بعد أن انعكست معارك «الإخوة» عليهم بشكل دام. ويؤكد الشاب مؤيد مهتار، أحد سكان مدينة حرستا، أنه إضافة إلى «الحصار الجائر المفروض على الصائمين هنا، يُستخدم المدنيون كدروع بشرية في معارك التنظيمين، سواء عبر التفجيرات أو الاشتباكات المباشرة». ويقول مهتار لـ«الأخبار»: «نزح العديد من سكان مناطق الاشتباكات إلى حرستا، نحن نقوم بالواجب مع أهلنا. لكن مخاوفنا من توسيع الاشتباكات لتطال مناطقنا ترتفع يومياً، لا سيما أن الطرفين لا يقيمان وزناً لحياة المدنيين».

انسحاب «داعش»
من ميدعا في اتجاه الضمير وغربي عدرا العمالية

في موازاة ذلك، سيطر الجيش السوري أمس على جرود بلدة عسال الورد في القلمون (ريف دمشق الشمالي) بعد اشتباكات عنيفة مع أعداد كبيرة من مسلحي «جبهة النصرة». وبحسب مصادر ميدانية، سقط عشرات القتلى والجرحى في صفوف المسلحين المعارضين.
وقالت المصادر لـ«الأخبار» إن عدداً كبيراً من مسلحي «جبهة النصرة» هربوا من جرود عسال الورد في القلمون في اتجاه جرود لبنان، لجهة بلدة عرسال وباقي السلسلة الشرقية اللبنانية. وكان جنود الجيش قد ضبطوا أول من أمس، في جرود وادي عين الحصين، المقابل لجرود عرسال، 3 سيارات مفخخة، اثنتان منها تحملان لوحتي تسجيل لبنانيتين. ويواصل الجيش استهدافه لتجمعات مقاتلي المعارضة المسلحة في مناطق الغوطتين الغربية
والشرقية.
ففيما تمكنت مدفعيته من ضرب نقاط تمركز للمعارضة المسلحة في كلّ من جوبر وعربين وداريا، نجحت وحداته في جبهة المليحة في تحصين المواقع التي سيطر عليها الجيش في مزارع الطباخة، في ظل المحاولات المتكررة لمقاتلي المعارضة لاستعادة النقاط التي خسروها.
إلى ذلك، وفيما أصيب مدني جراء سقوط قذيفتي هاون في مدينة جرمانا، اندلعت ظهر أمس اشتباكات بين الجيش السوري ومقاتلي المعارضة في منطقة الطيبة بالقرب من مدينة الكسوة، ما أدى إلى سقوط ثلاثة قتلى وخمسة جرحى في صفوف المسلحين، في وقت يستكمل العمل فيه على تسوية القابون، حيث سلمت دفعة ثانية من مسلحي المدينة نفسها إلى قوات الجيش التي دخلت إلى الشق الشرقي من القابون.
وفي حلب وريفها، شمالاً، سيطر مسلحو «الدولة الإسلامية» على قريتين قريبتين من الحدود التركية شرقي مدينة أعزاز، وهما بحورتة وصندرة، وتمكنوا من قتل أكثر من عشرة من مسلحي «الجبهة الإسلامية»، إضافة الى خطف ستة.
وأفرج «الدولة الإسلامية» عن نحو 100 من المعتقلين لديه لمناسبة «إعلان الخلافة»، وذكر أنّ العفو جاء بتوجيه من «أمير المؤمنين أبو بكر البغدادي»، وأجبر المطلق سراحهم على حضور ملتقى دعوي ديني لشرعيين من تنظيم الدولة.
«الدولة الإسلامية» يسيطر
على البوكمال
أحكم تنظيم «الدولة الإسلامية» سيطرته، أمس، على مدينة البوكمال على الحدود مع العراق في ريف دير الزور، وذلك بعد معارك عنيفة استمرت ثلاثة أيام مع مقاتلي «مجلس شورى المجاهدين (مشمش)».
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض بأن «مقاتلي المعارضة الذين شنوا الهجوم السبت قتلوا أو جرحوا أو انسحبوا» إلى مناطق أخرى في المحافظة.
وأوضح أنّ «اثنين من القادة العسكريين للكتائب الإسلامية قتلا أمس في المعارك».
وبعد سيطرة التنظيم على المدينة، قال «المرصد» إن سلاح الجو السوري شنّ أربع غارات عليها، وقصف «تمركزات ومقار وتجمعات للدولة الإسلامية» في دير الزور، بينها بلدة البصيرة وقرية الكسرى. وأضاف «المرصد» أنّ «اشتباكات عنيفة تدور في بلدة الشحيل (نحو 100 كلم إلى الشمال من البوكمال) التي تعد معقل جبهة النصرة»، مشيراً إلى أنّ اشتباكات عنيفة تدور عند المدخلين الشمالي والغربي للبلدة.