الحسكة | تتسارع الخطوات التي تتخذها «الإدارة الذاتية المؤقتة لمقاطعة الجزيرة» (محافظة الحسكة) بهدف تثبيت حكمها لمناطق سيطرتها في مدن شمال وغرب الحسكة في مختلف المجالات، إذ باشرت اللجنة الخاصة لإعداد المناهج التابعة «لهيئة التربية والتعليم في مقاطعة الجزيرة» تعديل المناهج في «المقاطعة».
ومن المقرر إلغاء مادة «التربية القومية الوطنية» في المدارس، وإدراج مادة «الأمة الديمقراطية»، بدلاً منها مع تعديلات في مادتي الجغرافيا والتاريخ لتدرّس في العام المقبل.
«رئيس هيئة التربية والتعليم في مقاطعة الجزيرة»، صالح عبدو، قال لـ«الأخبار» إنّ «التعديل جرى استناداً إلى ميثاق العقد الاجتماعي للمقاطعة، الذي يرى أنّ مادة التربية القومية تجسّد فكر حزب البعث فقط، لذلك تقرر إلغاؤها ووضع مادة الأمة الديمقراطية بدلاً عنها لتجسد الثقافة العلمية الديمقراطية ضمن مفهوم الأمة الديمقراطية، ومحاكاة لفكر الزعيم الكردي التاريخي عبدالله أوجلان، مع مراعاة إبراز التنوع الفكري الثقافي للمنطقة».
وأضاف عبدو إنّ تعديلات ستطرأ على مادتي الجغرافيا والتاريخ، مشيراً إلى أنّ «التاريخ الذي يدرس مزوّر ولا يعكس إرادة شعوب المنطقة، بل إرادة الحكّام الذين تغلّبوا على خصومهم منذ زمن طويل»، وستركّز التعديلات على «التاريخ الكردي والعربي والسرياني الحقيقي»، مع تعديلات في الجغرافيا تتعلق بطبيعة منطقة «المقاطعات الثلاث: الجزيرة، كوباني وعفرين، والطبيعة والأنهار والجبال والثروات الباطنية والطبيعية والسكان». ولفت إلى أنّه «سيُنجَز منهاج خاص باللغة الكردية من خلال ثلاثة كتب من الصف الأوّل حتى التاسع ليدرج ضمن المنهاج الجديد».
وتوقّع عبدو أن ترفض وزارة التربية السورية التعديلات، لكنه يرى أنّ من حقهم وضع المنهاج المناسب لهم «أسوةً بالمنهاج الذي يدرّسه الائتلاف السوري المعارض في مناطق سيطرته».
مصدر مطلع في مديرية تربية الحسكة أكّد لـ«الأخبار» أنّ «المنهاج المعتمد محلياً وموافَق عليه عالمياً هو منهاج وزارة التربية، ولا يحق لأحد تعديله أو إلغاء مواد منه، ولن يعترف بهذا التعديل ولن يوضع في الجلاء المدرسي (شهادة نهاية العام) كما حصل في مادّة اللغة الكردية التي درست عنوة وتحت ضغط القوة في بعض مدارس المحافظة».
وكشف عن اعتداءات على المدارس وإجراء تعديل في الجلاء المدرسي في بعض المدارس، ووضع اللغة الكردية بدلاً من مادّة التربية المهنية.
ونوّه المصدر إلى أنّ «هذه المناهج لن تعدل لا محلياً ولا عالمياً لكونها غير معتمدة»، متوقعاً «أن تكون هناك إجراءات صارمة بحق من يحاول المساس بالمناهج».
وسارت الامتحانات الانتقالية في المحافظة على نحو اعتيادي مع بعض المشاكل المتعلقة بامتحان اللغة الكردية وإدراجها في الجلاء المدرسي. فيما لا يزال جميع مدرسي المحافظة، بمن فيهم المدرسون في مدارس سيطرة «الإدارة الذاتية»، يتقاضون رواتبهم على نحو رسمي من مديرية التربية. وبحسب مصدر في «الإدارة الذاتية» لا نيّة «لهيئة التعليم» بتخصيص رواتب لمدرسي المدارس المنتشرة في مناطق سيطرتها.
وفي ضوء هذا الواقع قد يشهد العام الدراسي المقبل في محافظة الحسكة إشكالات كبيرة تتعلق بتطبيق التعديلات الجديدة، مع إصرار «الإدارة المؤقتة» على تطبيق مناهجها الجديدة، وتأكيد مديرية التربية على أن لا مناهج شرعية في المحافظة إلا مناهج وزارة التربية المعتمدة.