«المال مقابل العمل»، مشروع تقوم به وحدة الشباب التابعة لـ«الأونروا» بتمويل من البنك الألماني للتنمية، يهدف إلى توفير فرص عمل قصيرة الأجل للعديد من اللاجئين الفلسطينيين الشباب والشابات. لكن، في الفترة الأخيرة، ضجّت المخيمات ووسائل التواصل الاجتماعي بضمّ المشروع للمرأة للعمل في مجال النظافة في الشارع، حيث لاقى العديد من الانتقادات من قبل اللجان الشعبية الفلسطينية وبعض الأهالي.
(هيثم الموسوي)

بحسب سوزان العاصي، «هذا العمل معروف في عاداتنا وتقاليدنا أنه من عمل الشباب، وعندما تقوم المرأة بهذا العمل فهي تزيد من نسبة بطالة الشباب، فصارت المرأة تعمل في جميع المجالات والزلمة والشاب قاعد بالبيت دون عمل». كذلك مروة زعرورة، هي ضد عمل المرأة/ الفتاة كعاملة نظافة في الشارع، «هذا العمل هو للشاب، وبالأخص أن الفتاة لها بريستيج، بالإضافة إلى أنها ستتعرّض لبعض المضايقات من قبل الشباب إذا اضطرت للانحناء إلى الأرض والتقاط القمامة والأوراق، فلتُجنّب كل هذه الأمور فالشاب أولى للعمل في هذا المجال». لم يقف الجدل هنا، فقد صدرت عن اللجان الشعبية في المخيمات بيانات رفض واستنكار. يفضل أمين سر اللجان في الشمال أبو ماهر غنومي أن تعمل النساء في المكاتب «حتى لو بالتنظيف، لكن في الشارع غير مقبول في مجتمعنا».
في المقابل، ثمة من يؤيد الشابات في عملهن هذا. تقول إسراء البهلول: «أنا ما بعتبر الشغل عيب شو ما كان نوع الشغل، لأننا في المخيمات نعاني وضعاً صعباً جداً ومأساوياً، وكل شخص في العائلة هو بحاجة إلى أن يعمل حتى يقوم بمساعدة أهله ونفسه أولاً، فهذه الأوضاع صعبة على الجميع». من جهتها، تقول رغد أبو عيد: «أنا مع العمل للمرأة مقابل المال حتى لو كان تنظيف الشوارع، لأنه بهذه القضية بالذات على الجميع التعاون للحصول على بيئة نظيفة ولا يوجد فيها مستحى». أمّا زينة منصور، فهي مع «فكرة العمل كعاملة تنظيفات حتى لو كانت في الشارع في وقتنا هذا. فإن العمل في هذه الظروف أصبح أشبه بالمستحيل، فهذا المجال فرصة للعمل لذلك أصبح الشخص يبحث عن أي عمل لتأمين قوت يومه له ولعائلته، ومعظم الأشخاص بدأوا بالتنازل عن شهاداتهم وخبراتهم مقابل العمل ليكون المعاش بالدولار».
بعد التواصل معه، أوضح المكتب الإعلامي لـ«الأونروا» في لبنان أن «عمل المرأة في مجال النظافة من خلال مشروع "المال مقابل العمل" ليس جديداً في لبنان، فهناك عدد من النساء شاركن في برنامج "عمال النظافة" منذ عام  2018 في لبنان». وتابع: «تدرك الوكالة أن الوضع الاجتماعي والاقتصادي الحالي له تأثير كارثي على عائلات لاجئي فلسطين، وهذا بدوره يغير الديناميكيات الاقتصادية لبعض العائلات. وهذا يظهر جلياً من خلال العدد الكبير من الطلبات المقدّمة من النساء للعمل في المشروع. هدفنا هو ضمان توفير أكبر عدد ممكن من فرص العمل لجميع الأشخاص المؤهّلين». وعن معارضة اللجان الشعبية، اعتبر أنه «من المتوقّع أن يكون هناك آراء مختلفة من المجتمع المحلي بما في ذلك التعبير عن الاعتراض، وخدماتنا نقدمها للمجتمع الفلسطيني بمختلف شرائحه... يحق لأيّ مرشح أن يحدد ما إذا كان يفضل العمل داخل منشآت الأونروا فقط، أو أن يظهر اهتمامه بالعمل كعامل نظافة. إنه من حق الجميع أن يعبروا عن اهتماماتهم وأن يقرروا أيّ نوع من العمل يكون مناسباً لهم».