بعد ساعات من اغتيال جيش الاحتلال ثلاثة مقاومين، فجر أمس، في الضفة الغربية المحتلة، أسقطت المقاومة الفلسطينية منطاداً عسكرياً إسرائيلياً متطوّراً يُستخدم في التجسّس والمراقبة، شمال قطاع غزة، واستولت عليه. وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد ثلاثة شبّان وإصابة ثمانية آخرين برصاص العدو، بعد وقت قصير من اقتحام الأخير مدينة جنين، فيما أفادت مصادر محلّية بأن الشهداء الثلاثة هم: يوسف ناصر صلاح (23 عاماً)، وهو شقيق الشهيد سعد صلاح من جنين، وبراء كمال لحلوح (24 عاماً) من مخيم جنين، وليث صلاح أبو سرور (24 عاماً)، وهو شقيق الشهيد علاء أبو سرور من المدينة نفسها. ونعى الجناح العسكري لحركة «حماس»، «كتائب القسام»، القائد الميداني فيها، براء لحلوح، مؤكداً أن «هذه الجريمة لن تمرّ من دون عقاب»، وأن «المقاومة الباسلة تعرف كيف تضرب العدو وتردّ على جريمته النكراء»، فيما نعت «كتيبة جنين» التابعة لـ«سرايا القدس» الشهيدَين الآخرَين، المنتسبَين إلى صفوف مقاتليها في مخيم جنين. ودانت الفصائل والقوى الفلسطينية، من جهتها، جريمة الاغتيال، في وقت شيّعت فيه جماهير المدينة جثامين الشهداء، وسط دعوات إلى الانتقام لدمائهم.وفي قطاع غزة، سيطرت المقاومة، ظهر أمس، على منطاد عسكري تجسّسي، سقط شرقي بلدة بيت حانون شمالي القطاع. وفيما أطلقت قوات الاحتلال النار تجاه الشبان الذين سحبوا المنطاد، نفى جيش العدو التقارير التي تحدّثت عن قصف جرى في محيط مكان الواقعة. وكشفت مصادر إسرائيلية أن المنطاد من طراز «سكاي ستار 300»، مملوء بغاز الهيليوم الخامل، ويحمل كاميرا من نوع «Speed A»، وهو عبارة عن منظومة متكاملة ونظام مراقبة تكتيكي على مساحة 60 كيلومتراً بزاوية 360 درجة، ويحلّق في الهواء مدّة 72 ساعة. وأفادت إذاعة جيش الاحتلال، من جهتها، بأن «التحقيق الأوّلي يكشف أن المنطاد انقطع لأسباب فنية، وهو ينقل المعلومات والصور مباشرة، ولا توجد معلومات استخباراتية مخزَّنة في داخله»، مضيفة أنه «لهذا السبب، لا يوجد خوف من تسرُّب للمعلومات».
إلى ذلك، ذكرت قناة «كان» العبرية أن تقييمات الدوائر الأمنية والعسكرية تُشير إلى أن حركة «حماس» ستحاول مفاجأة دولة الاحتلال في المعركة المقبلة، لا من خلال قتل مستوطنين في قصف صاروخي، وإنّما من طريق اختراق الحدود واختطاف جندي، ولذلك «فإن الحركة لا تزال تعتبر الأنفاق وسيلة استراتيجية، لأنها تُمكّن عناصرها من الاقتراب من السياج الأمني».