رسائل واضحة وشديدة اللهجة وجّهتها طهران إلى تنظيم «داعش»، محذرةً إياه من مغبة الاقتراب من حدودها أو تهديد أمنها، عارضةً في الوقت نفسه مساعدتها العسكرية على بغداد، على غرار تلك التي تقدمها لدمشق.ووصف المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية السيد علي خامنئي الحرب الدائرة في العراق بأنها «مواجهة بين الإنسانية والهمجية المتوحشة»، وانتقد وسائل الإعلام الغربية التي تصورها على أنها حرب بين الشيعة والسنّة.

وقال خامنئي، وفقاً لما جاء في بيان رسمي، إن «القوى الخارجية كثيراً ما تستغل الانقسامات العرقية والدينية في الدول الإسلامية، وإنها «تحلم باندلاع حرب بين الشيعة والسنّة، وذلك لن يحدث».
وحذر خامنئي مما وصفه بأنه دعاية غربية «لمجموعة من الحمقى وبقايا عهد صدام حسين»، في إشارة على ما يبدو إلى جماعة «داعش» والعشائر التي تحالفت من قبل مع النظام العراقي السابق وتحارب الآن مع جماعة «الدولة الإسلامية».
من جهته، أكد رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، العميد مسعود جزائري، أن بلاده مستعدة لمساعدة العراق في قتال «داعش»، باستخدام الأساليب نفسها التي تستخدمها ضد مقاتلي المعارضة في سوريا.
ولم تشمل تصريحات جزائري، التي أدلى بها في وقت متأخر من مساء أول من أمس لقناة «العالم» الإيرانية، تفاصيل المساعدة التي قد تقدمها إيران لبغداد، لكنه ذكر أن طهران قد تمدّ يد المساعدة في إطار ما وصفه بالدفاع الشعبي والاستخبارات. وقال «الرد حازم وجدي، وبالنسبة إلى سوريا، أعلنا أننا لن نسمح للإرهابيين المرتبطين بأجهزة استخبارات أجنبية بحكم الشعب السوري وأن تملي عليه ما يجب يفعله.. سنتبع بالطبع الطريقة نفسها مع العراق». وحذر جزائري تنظيم «داعش» من أن ردّ طهران على المتشددين سيكون «حازماً وجدياً».

أكد ريباكوف أن
روسيا لن تقف مكتوفة الأيدي أمام ما يحصل
في العراق
في السياق نفسه، رأى المدير العام لشؤون الحدود ومكافحة المخدرات في وزارة الداخلية الإيرانية، مجيد آقا بابايي، أمس، أن المجموعات الإرهابية، بما فيها «داعش»، عاجزة عن توجيه أي ضربة لإيران، وأشار إلى أن التنظيم سيتكبد خسائر لا تعوض إذا اقترب من الحدود الإيرانية، معرباً عن أمله بالقضاء على هذا التنظيم الإرهابي في العراق على وجه السرعة. وشدد على أنه «يجري رصد كل التطورات في الدول الجارة، ونحن نحرص على ضمان الأمن على الحدود».
من جانبه، قال وزير الأمن الإيراني محمود علوي، أمس، إن بلاده تتفاعل مع القضايا التي يشهدها العراق، ومنها التدهور الأمني الذي حصل أخيراً من سيطرة «داعش» والمتحالفين معه على مناطق ومدن عراقية.
وأوضح علوي أن «إيران باعتبارها دولة صديقة وشقيقة للعراق، لا يمكن أن تقف موقف اللامبالاة تجاه قضايا هذا البلد»، مستدركاً بالقول إن إيران «لم ولن تتدخل في شؤونه الداخلية، وفي الوقت نفسه ندعم سياسياً ومعنوياً تحرك الشعب العراقي نحو صون استقلاله وكرامته».
في هذا الوقت، أكد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، أول من أمس، أن بلاده لن تقف مكتوفة اليدين أمام الهجوم الذي يشنه تنظيم «داعش».
ورداً على سؤال عن الوضع في العراق، قال ريابكوف، في مؤتمر صحافي في دمشق، إن «الموضوع خطير للغاية في العراق، وخطر على أسس الدولة العراقية»، مؤكداً أنه لا يمكن حل هذه المسألة «إلا عبر حوار وطني حقيقي».
في غضون ذلك، ومع وصول عناصر «داعش» إلى الحدود العراقية الأردنية، حذّر الملك الأردني عبدالله الثاني أمس من خطورة استمرار الأزمة الحالية في العراق على المنطقة كلها، ودعا إلى عملية سياسية «تشارك فيها جميع مكونات الشعب العراقي من دون استثناء»، مشدداً على «ضرورة أن يستند حل الأزمة إلى عملية سياسية شاملة».