السويداء | استبقت دمشق احتمال إعادة تحريك الأوراق العسكرية في الجنوب في وجْهها، بعملية خاطفة لم تستمرّ أكثر من ساعات عدّة، استهدفت نقاط تمركز ما تُسمّى «قوة مكافحة الإرهاب»، والتي كانت أعلنت عن نفسها كذراع عسكرية لـ«حزب اللواء». وأدّت العملية إلى مقتل المدعو سامر الحكيم، قائد الفصيل المذكور، والذي كان قدّم نفسه عبر منصّات التواصل الاجتماعي على أنه مدعوم من قِبَل الولايات المتحدة، فيما تؤكد المعلومات التي حصلت عليها «الأخبار» أن تمويل هذا الحزب وذراعه العسكرية، إسرائيلي صرف. العملية التي نُفّذت ليل الأربعاء - الخميس في محيط قرية خازمة جنوب شرق السويداء، بدأت بإيقاع مجموعات «مكافحة الإرهاب» في كمين، أثناء محاولتها الوصول إلى منطقة الركبان، التي تسيطر عليها فصائل مدعومة من القوات الأميركية. وبحسب المعلومات، فقد وقعت اشتباكات بين الطرفَين، انقسمت خلالها تلك المجموعات إلى نصفَين: الأوّل حاول العودة باتّجاه القرية المذكورة، والثاني فرّ باتّجاه البادية، قبل أن تنتهي الاشتباكات بمقتل الحكيم، فيما لم تُسجّل خسائر في صفوف القوات الأمنية التي شاركت في الهجوم، وفق مصادر «الأخبار».وعلى رغم أن الفصيل المستهدَف بالكمين ليس ذا حجم كبير، وهو ما تُشير إليه محدودية المجموعات الأمنية التي استهدفته، إلّا أن السلطات أرادت على ما يبدو استباق أيّ محاولة لتعميق الاستثمار فيه، وهو الموصوف بأنه «أحد أذرع إسرائيل في الجنوب». وكان «قوّة مكافحة الإرهاب» لوّح، أخيراً، بالتنسيق المعلَن مع «التحالف الدولي» بقيادة واشنطن، ونشر مقاطع فيديو لتدريب عناصره على ما سمّاه «مكافحة تهريب المخدرات» بدعم وتنسيق مع «التحالف». كما أعلن سابقاً تسليم أحد أبناء محافظة السويداء لـ«جيش مغاوير الثورة»، ليُنقل الأخير بعدها إلى قاعدة الاحتلال الأميركي في منطقة التنف، بزعْم أنه يدير عمليات تهريب مخدرات شرق السويداء. وإلى جانب الهدف المُشار إليه، يبدو أن دمشق أرادت إيصال رسالة إلى جميع ما تُسمّيها «الفصائل غير المنضبطة»، بأنها مستعدّة لتفعيل الخيار العسكري، في حال استمرّت «محاولة جرّ السويداء إلى خارطة التوتّر الأمني»، وفق ما تقرأه في التطوّرات الأخيرة التي شهدتها المحافظة.