باسل ديوب | بالتزامن مع تكثيف الجيش السوري عملياته العسكرية في عدد من الجبهات، تمكنت وحداته أمس من تحرير قرية الشيخ زيات، الواقعة على تخوم المدينة الصناعية ــ الشيخ نجار في حلب. العملية التي اكتملت عند ساعات الصباح الأولى، جاءت بعد فترة ثبات في جبهة شمال شرق حلب امتدت نحو شهر، منذ فك الحصار عن السجن المركزي.مصدر عسكري قال لـ«الأخبار» إنّ «الجيش سيطر بشكل كامل على قرية الشيخ زيات جنوبي شرقي المدينة الصناعية وتقوم وحدات الهندسة بتفكيك العبوات والشراك»، مشيراً إلى «مقتل العشرات من المسلحين الأجانب في المنطقة».

إلى ذلك، لقي ما لا يقل عن ثلاثة عشر مقاتلاً من مسلحي «الجبهة الإسلامية» مصرعهم في بستان القصر باستهداف سلاح الجو لنقطة تجمع آليات مزودة بمدافع هاون ومنصات لإطلاق الصواريخ باتجاه الأحياء الآمنة، وفق المصدر. كذلك شهد حي الراشدين، شرق حلب، معارك عنيفة بين الجيش والمسلحين، تقدّمت وحدات الجيش إثرها في عدد من الابنية والوحدات السكينة، بحسب مصدر ميداني.
وفيما استرجع تنظيم «داعش» السيطرة على ثلاث قرى انتزعها منه مسلحو «الغرفة المشتركة لأهل الشام» قبل يومين، وهي تويس وجب العاصي ومزرعة الجب، أصدرت الغرفة بياناً أمس اعتبرت فيه محيط سد الشهباء وقرية الغوز والقرى المحيطة بهما منطقة عسكرية لصد هجمات «داعش». وهي مناطق قريبة من مارع وتلرفعت اللتين تعتبران من أهم مراكز مسلحي «الجبهة الإسلامية» شمالي حلب.
على صعيد آخر، وفي شمالي دمشق، سيطر الجيش على بلدة منين بالكامل، القريبة من مدينة التلّ، بعد مواجهات استمرّت لأيام مع المسلّحين الذين كانوا يسيطرون على أجزاء منها. وبحسب مصادر ميدانية، أدت تلك المواجهات إلى «مقتل أكثر من 60 مسلّحاً وفرار من تبقّى إلى مزارع مدينة التل». وباشرت وحدات الهندسة التابعة للجيش تمشيط شوارع البلدة ومبانيها. مصدر عسكري قال لـ«الأخبار»: «باغت الجيش المسلّحين في تلك المواجهات، فالبلدة ظلّت هادئة طيلة الفترة الماضية بالرغم من سيطرة المسلّحين على أجزاء منها. لكن الجيش باغتهم في لحظة لم يتوقعوها، ما سهّل عملية استعادة البلدة».
وفي الغوطة الشرقية للعاصمة، أغار سلاح الجو أمس على نقاط تجمع المسلّحين في معظم بلدات المنطقة، ما أدى إلى مقتل العديد من المسلّحين في حي جوبر، وبلدات جسرين ودوما وعربين وزملكا. وبالتوازي تواصلت المواجهات العنيفة في المناطق الشمالية والشرقية من بلدة المليحة، وأدت إلى مقتل العديد من المسلّحين وجرح العشرات، بحسب مصادر ميدانية. إلى ذلك، سقطت أمس قذيفة هاون بالقرب من نادي الثورة في حيّ القصاع في دمشق، ما أدى إلى استشهاد ثلاثة أطفال وجرح 12 مدنياً آخرين.
وفي الغوطة الغربية، اشتدّت المعارك في مناطق متعددة منها؛ ففي داريا، شهد محيط مقام السيدة سكينة مواجهات عنيفة بين الجيش والمسلّحين، أدت إلى تدمير عدد من الأبنية المجاورة لتلك لمنطقة. كذلك شهدت مناطق خان الشيح والدرخبية ومغر المير، وبلدة مقيليبة في ريف الكسوة، مناوشات متقطعة بين الجيش والمسلّحين.

هجّر تنظيم «داعش» الأكراد من قرية تل أخضر في محافظة الرقة


وفي محافظة القنيطرة، ذكرت وكالة «سانا» أن وحدات من الجيش استهدفت مسلّحين في قرية رسم الخوالد، في ريف المحافظة، ما أدى إلى مقتل عدد منهم. كذلك تمكّن الجيش من القضاء على أكثر من 25 مسلّحاً في منطقة بيت جن وتدمير 3 سيارات دفع رباعي كانت في حوزتهم.
وفي درعا، استهدف الجيش رتلاً لسيارات المسلّحين على طريق إنخل ــ سملين، ما أدى إلى مقتل العديد من المسلّحين وإعطاب عدد كبير من آلياتهم. في الوقت ذاته، أحبط الجيش محاولة مسلّحين التسلل باتجاه إحدى النقاط العسكرية شرقي جامع بلال الحبشي في درعا البلد.

استمرار معارك «الإخوة»

إلى ذلك، تواصلت المعارك بين «جبهة النصرة» وتنظيم «داعش» في ريف دير الزور أمس، على الرغم من المبايعة التي قام بها مقاتلو فصيل من «الجبهة» لـ«داعش» في مدينة البوكمال الحدودية مع العراق.
وقال «المرصد السوري» المعارض: «تشهد مناطق في بلدة البصيرة (في محافظة دير الزور) التي تسيطر عليها الدولة الإسلامية في العراق والشام قصفاً من جبهة النصرة بقذائف الهاون»، مشيراً الى معارك بين «مقاتلي جبهة النصرة وكتائب أخرى في المعارضة السورية من طرف والدولة الإسلامية في العراق والشام من طرف آخر في المنطقة الواقعة بين كوع العتال وقرية الطكيحي التي سيطرت عليها الدولة الإسلامية أخيراً، مع ثلاث قرى أخرى هي الحريجي والضمان وماشخ».
وفي محافظة الرقة، ذكر «المرصد» أمس أنّ «داعش» هجّر مواطنين أكراداً من قرية تل أخضر، وأسكن مقاتلين أجانب من الجنسية الصينية.
من جهة أخرى، قتل القائد الميداني في «حركة أحرار الشام الإسلامية»، قائد «كتيبة الزبير بن العوام»، المعروف باسم «أبو حسين»، جراء استهداف الجيش السوري لمقر الحركة في أطراف بلدة كرناز في ريف حماه.



اتهامات جديدة بين «أجنحة النصرة»

اتهم أعضاء في «جبهة النصرة في المنطقة الشرقية» نظراءهم في الشمال بـ«المساهمة في حصار دير الزور». وقدّمت صفحات «جهادية» على موقع «تويتر» رواية مفادها أنّ سيارتين تحملان مواد إغاثية كانتا متجهتين نحو مدينة دير الزور. لكنّ حاجزاً تابعاً لـ«النصرة» قرب قرية تركمان بارح (ريف حلب) قام بتوقيفهما مدة 24 ساعة، قبل أن «يقوم بعض الإخوة بالاتصال بمجلس شورى الشرقية للحصول على تصريح مرور. ورغم انشغال المجلس بقتال داعش إلا أنهم تجاوبوا، وأرسلوا كتاب تسهيل مرور». ووفقاً للراوية، فقد أصر مسؤول الحاجز على عدم السماح بمرور السيارتين، قائلاً إن «دير الزور ستسقط بيد داعش فما حاجتهم إلى الإغاثة». واستنكرت الرواية «قيام صبيان النصرة بالتصرف دون رقيب». واختتم ناقلو الرواية بتوجيه رسالة إلى «نصرة الشمال» مفادُها «ألا يكفيكم الخذلان لنا في الشرقية، أتريدون مساعدة داعش والنظام في حصار دير الزور».