وكان غانتس قد تحدّث أمس أمام مؤتمر «مركز السياسات والاستراتيجيا» التابع لجامعة رايخمان (مركز هرتسليا سابقاً)، قبل توجّهه إلى الولايات المتحدة الأميركية. واستهلّ غانتس كلمته بالربط بين الحرب في أوكرانيا و«التهديد الإيراني»، قائلاً: «إن إحدى العبر المستخلصة من الحرب في أوكرانيا أنه يصحّ تفعيل واستخدام القوة الاقتصادية والسياسية، وإذا لزم أيضاً العسكرية بأسرع وقت ممكن، وربما يمكن بهذه الطريقة منع اندلاع حرب». وأضاف إن هذا «ينطبق أيضاً على الوضع الذي تواجهه تل أبيب مقابل إيران». وبحسب ما نقله موقع «يسرائيل هيوم» عن غانتس، فإنه «يمكن خفض ثمن هذه الحرب المستقبلية وتقليصه عبر اللجوء إلى جملة من الضغوط المتعدّدة الأبعاد والمجالات للعالم كله، ومن خلال تعاون إقليمي ودولي واسعَين»، وأن «أثمان مواجهة التحدّي الإيراني، بمنظور عالمي وإقليمي، هي أثمان باتت اليوم أكبر ممّا كانت عليه قبل سنة، لكنها أقلّ ممّا ستكون عليه بعد سنة». كما أشار إلى أن «وكلاء إيران يهاجمون مخازن النفط وآبارها والمطارات والمنشآت المدنية، فيما تشنّ إيران نفسها هجمات عبر فيلق القدس»، مضيفاً إن «إيران تقوم بتطوير وبناء منظومات عسكرية عملياتية في الإقليم كلّه مع قدرات إصابة عالية ودقيقة من الصواريخ الموجّهة وصواريخ أرض - أرض ومسيّرات هجومية يصل مداها إلى آلاف الكيلومترات». وتابع أن «كمّيات الأسلحة الاستراتيجية المتوفّرة لدى وكلاء إيران وأذرعها، ازدادت بشكل كبير في السنة الأخيرة، ففي العراق يوجد مئات القطع والأسلحة، وقد أُضيف إليها العشرات في العام الحالي، كما ارتفع عدد هذه الأسلحة والقطع المتوفّرة في اليمن، إذ يملك الحوثيون العشرات منها». وكشف غانتس، خلال كلمته أن الجيش الإسرائيلي «اعترض في شهر شباط الماضي، مسيّرتين هجوميّتين أرسلهما الحرس الثوري الإيراني من إيران نفسها باتجاه إسرائيل»، مضيفاً إن «الجيش يعتقد أن الطائرتين كانتا محمّلتين بأسلحة كان يُفترض إنزالها في الضفة الغربية وقطاع غزة»، لافتاً إلى أنه «تمّ إحباط هذه المهمة».
ستضطلع الطائرات الأميركية بمهمّة تزويد المقاتلات الإسرائيلية بالوقود وهي في طريقها إلى الهجوم
وعلّق الإعلام العبري على تصريحات غانتس الحادّة، حيث استنتج المراسل العسكري، أمير بوخبوط، أن «الجيش الإسرائيلي سيهاجم إيران»، مستدلّاً على ذلك بحديث وزير الأمن عن «معالجة المشروع النووي الإيراني (...) والترويج لأفعال من قبيل أن سلاح الجو سيتدرّب على مهاجمة إيران في الأسبوعين المقبلين!». وأضاف بوخبوط إنه «بينما يتحدّث الجميع، فإن (غانتس) يفعل في الغالب». كما أشارت وسائل الإعلام الى زيارة غانتس للولايات المتحدة في وقت متأخّر من ليل أمس - في موعد أبكر من المحدّد -، حيث سيلتقي مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليڤان، ووزير الدفاع لويد أوستن. ويوم أمس أيضاً، وصل قائد القيادة المركزية الأميركية (CENTCOM)، الجنرال مايكل كوريلا، إلى كيان العدو، في زيارة رسمية هي الأولى له منذ تولّيه مهامّه، ومن المقرّر أن يلتقي رئيس أركان جيش الاحتلال، أفيف كوخافي، لـ«بحث التعاون العملياتي المستمرّ، والحفاظ على الاستقرار الإقليمي ومواجهة مشتركة للتحديات والتهديدات»، بحسب الناطق باسم الجيش. لكن في المقابل، اعتبرت الكاتبة الصحافية، ليلاخ شوفال، في مقال لها في «يسرائيل هيوم»، أن «لدى الجيش الإسرائيلي حالياً عدّة خطط لمهاجمة إيران، لكن مسؤولين يقدّرون أن الجيش يحتاج إلى سنة واحدة على الأقلّ لاستكمال الاستعدادات للخطط الأساسية، ووقت أطول لاستكمال الاستعدادات للخطّة المُثلى الشاملة».
وأشارت شوفال إلى أن «الجيش الإسرائيلي يعتقد أن الأطراف (في المفاوضات النووية) في الحقيقة وصلت إلى طريق مسدود، استناداً إلى المبادئ التي يصعب على أيّ طرف من الأطراف الانسحاب منها أو التخلّي عنها، ومع ذلك فإن الرسائل التي تلقّتها إسرائيل من الولايات المتحدة، هي الرغبة الأميركية في استكمال المفاوضات في هذه المرحلة». لكن المستوى الأمني في الكيان «يتوقّع فرض مزيد من العقوبات على إيران وتشديدها، أو على الأقلّ تطبيق العقوبات الحالية، والمزيد من النشاطات الهجومية من قِبل الولايات المتحدة، وخلق الخيار العسكري الأميركي الموثوق، الذي بطبيعة الحال سوف يعطي قوة وصدقية للخيار العسكري الذي تعمل إسرائيل على إعداده وسيجري التدرّب عليه في غضون أسبوعين».