وفور التأكّد من مغادرة باشاغا العاصمة، أصدر الدبيبة قراراً بالسيطرة على المقرّات التابعة لـ«كتيبة النواصي»، كما بدأ يعيد النظر في خطّة تأمين طرابلس لمنع تكرار مثل هذه الزيارات، فيما استدعى مسؤولين من اللواء «444 قتال» الذين أمّنوا خروج باشاغا من طرابلس. لكن هؤلاء أكدوا رغبتهم في إنهاء الاضطراب الذي حدث على المستوى الأمني، وكاد يتسبّب في حمام من الدم.
جاءت تحرّكات باشاغا في طرابلس بالتزامن مع المحادثات الدستورية الجارية في القاهرة
وإزاء التصعيد بين باشاغا والدبيبة، لم تكن هناك مواقف دولية أو داخلية حاسمة؛ ففيما اكتفى رئيس المجلس الأعلى للدولة، خالد المشري، بالمطالبة بوقف الاشتباكات، تحدّثت المستشارة الأممية في شأن ليبيا، ستيفاني وليامز، عن ضرورة الحفاظ على الهدوء على الأرض وحماية المدنيين، وسط مطالبات مصرية أميركية بـ«ضبط النفس والامتناع عن العنف». وجاءت تحرّكات باشاغا في طرابلس بالتزامن مع المحادثات الدستورية الجارية في القاهرة بين أعضاء مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة من أجل التوافق على قاعدة دستورية تفضي إلى انتخابات رئاسية وبرلمانية في إطار زمني واقعي، وهو ما لا يزال بعيد المنال في ظلّ عدم التوافق على النقاط الأساسية حتى اليوم الثالث من الاجتماعات التي عُقدت جولتها الأولى الشهر الماضي.