غزة | علمت «الأخبار»، من مصادر فلسطينية، أن فصائل المقاومة في قطاع غزة أجرت اتّصالات عاجلة بالمصريين خلال اقتحام قوات الاحتلال مخيّم جنين، طالبةً إليهم نقل تحذيراتها إلى العدو من تجاوز الخطوط الحمراء في المخيّم، وتهديدها بأن «أيّ محاولة لاستغلال أحداث أخرى للانقضاض على المقاومة هناك، ستقابَل بردّ غير متوقّع». ونبّهت المقاومة إلى أن «العملية التي نفّذها الاحتلال لاعتقال المجاهد محمد الدبعي، ستجلب مزيداً من العمليات الفدائية داخل المدن المحتلّة»، مؤكدة أنها «لن تسمح للعدو بالاستفراد بالمقاومة في جنين»، وأن سعْي إسرائيل لكسر معادلة «غزة - جنين» لن يفلح، بل إن «المقاومة ستسعى إلى ترسيخ هذه المعادلة خلال الفترة المقبلة، في حال تجاوز العدو الخطوط الحمراء».وفي الإطار نفسه، أكدت حركتا «حماس» و«الجهاد الإسلامي»، أمس، أن «جنين ومقاومتها الباسلة ستبقيان شوكة في حلق الاحتلال». وقال الناطق باسم «حماس»، حازم قاسم، إن «جنين تقاتل بكلّ ما تملك من بسالة وعنفوان»، مضيفاً أنها «تمتلك من الصلابة والإصرار ما يمكّنها من مواصلة الثورة حتى هزيمة العدو وطرده من كامل أرضنا الفلسطينية». وشدّد المتحدّث باسم «الجهاد»، طارق عز الدين، بدوره، على أن «ما يجري من إرهاب في جنين على أيدي قوات الاحتلال جريمة كبرى لن تُغتفر، وأن قصف البيوت بالصواريخ جريمة حرب، يجب ملاحقة العدو عليها»، مُحمّلاً الأخير «المسؤولية كاملة» عن تبعات أفعاله. وأشار عز الدين إلى أن العدو «يحاول تغييب صورة الواقع التي ظهرت للعالم بعد قتله الصحافية القديرة، شيرين أبو عاقلة، وهو الآن يعود إلى المخيم لإكمال جريمته هناك». ورأت «الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين»، من جهتها، أن «تصدّي المقاومة لاقتحام قوات الاحتلال مخيّم جنين، يؤكد احتضان شعبنا لمقاومته، وأنه حسم خياراته بأن المقاومة بكلّ أشكالها هي الخيار الوحيد لمواجهة الاحتلال ومستوطنيه، حتى كنسهم عن أرضنا وقدسنا والفوز بالحقوق الوطنية».
أمّا «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين»، فجزمت بأن «الفلسطينيين وفصائلهم لن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام العدوان على مخيّم جنين، ولن يسمحوا للعدو بالتفرّد بأيّ منطقة فلسطينية»، مشدّدةً على أن الردّ على جرائم الاحتلال «يكون بتصعيد جماهير شعبنا للمواجهة، والاشتباك مع جيش العدو ومستوطنيه في شوارع وأزقّة الضفة بكلّ مخيّماتها ومدنها». واعتبرت أن «حالة الاشتباك المستمرّة التي يخوضها مُخيم جنين تجربة غنيّة تستحقّ التعميم على كلّ المدن والمخيّمات في الضفة»، مخاطِبةً العدو وحلفاءه والمطبّعين معه بأن عليهم أن يدركوا أن «لا أمان لهذا الكيان الإجرامي أو لمستوطنيه على الأرض الفلسطينية».