كرّرت تل ابيب، أمس، توجيه تهديداتها للجيش السوري، وأكدت أنها ستعاود استهدافه إن تكررت الهجمات على الحدود، فيما أشارت تقارير عبرية إلى إقامة وحدة اغتيالات خاصة في الجولان لإحباط الهجمات الموضعية.
وكشفت مصادر عسكرية إسرائيلية أن التطورات الأخيرة على الحدود مع الجولان والتهديدات المتزايدة فيه، وآخرها عملية الأحد الماضي، دفعت الجيش الإسرائيلي الى تشكيل وحدة عسكرية خاصة للإحباط المركّز، تُناط بها مهمة صدّ الهجمات من الجانب السوري، والمساعدة في تنفيذ عمليات اغتيال شبيهة بتلك المفعّلة في مواجهة قطاع غزة ضد الفصائل الفلسطينية.
وقال مصدر عسكري رفيع المستوى لصحيفة «يديعوت احرونوت» إنّ الجيش، وكجزء من الاستعدادات لمواجهة هذه التهديدات، أقام «خلايا هجومية» لإحباط هجمات موضعية ضد إسرائيل على طول الحدود في الجولان، ومساعدة الوحدات العسكرية الاخرى وفقاً للنموذج القائم في قطاع غزة، مشيراً الى أنّ وحدات «المظلة النارية» ألحقت بالفرقة المناطقية 210 التي أُسِّست في الفترة الاخيرة للعمل على الحدود مع سوريا، ومن اهم مهماتها التنسيق بين الجهات المختلفة في الجيش لصد الهجمات.
وأضاف المصدر أنّ الخلايا الهجومية الجديدة تعمل تحت رقابة وتحكم سلاح المدفعية برئاسة العميد «اوفيك بوخريس»، والهدف منها اختصار المدى والوقت عبر المزامنة السريعة بين مختلف القوات في الميدان والقادة المقررين، لافتاً إلى أنّ هذه الوحدة ستنفذ كل الخبرة التي جمعناها وراكمناها في قطاع غزة طوال السنوات الماضية، وضمن نفس مفهوم تشغيل القوة هناك.
واشارت الصحيفة الى ان قيادة المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي ما زالت تحقق في الإخفاق الميداني حول العملية الاخيرة في الجولان، وتبحث في اسباب فشل تشخيص المجموعة العسكرية التابعة للجيش السوري، التي اطلقت صاروخ الكورنيت على الحدود، وخاصة أن المجموعة نفذت الهجوم في منطقة تسهل مراقبتها من قبل القوات الاسرائيلية المرابطة هناك. وبحسب الصحيفة ينوي الجيش مواصلة استعداده وتأهبه في منطقة الجولان والحدود مع سوريا لاربع وعشرين ساعة إضافية، وذلك بناءً على الخشية من تلقي رد سوريا على هجمات سلاح الجو الاسرائيلي قبل يومين.


أقام الجيش
«خلايا هجومية» لإحباط هجمات ضد إسرائيل على طول الحدود
إلى ذلك، جال وزير الدفاع الإسرائيلي، موشيه يعلون، على الوحدات العسكرية المنتشرة على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة، في اصبع الجليل ومزارع شبعا المحتلين، مطلقاً تهديداته ضد سوريا ولبنان، ومجدداً تحميله الجيش السوري مسؤولية اطلاق صاروخ مضاد للدروع الأحد الماضي باتجاه الاراضي الاسرائيلية، والتأكيد أن جيش الاحتلال لن يتوانى عن استهداف السوريين، إن تكررت الهجمات من المناطق التي يسيطرون عليها.
وقال يعلون: «من جهتنا لا يوجد أيّ شك بأنّ الجنود السوريين هم الذين أطلقوا الصاروخ المضاد للدروع باتجاه مركبة مدنية إسرائيلية، وسواء كان ذلك عن قصد أو لم يكن، إلا أنّه أصاب صهريج مياه وقتل صبياً». وأضاف: «أي خرق لسيادتنا في هضبة الجولان سيواجه برد شديد ضد قوات (الرئيس السوري بشار) الأسد، وهذا ما فعلناه في السابق وسنواصل فعله في المستقبل». مع ذلك، أكد يعلون أنّ «الشمال اجمالاً، والجولان خصوصاً، يتمتعان بهدوء منذ فترة طويلة بناءً على قدرة الردع الاسرائيلية، ومن المهم بالنسبة إلينا ان نحافظ على هذا الردع، وأيضاً مقابل حزب الله في لبنان مع كل ما نعرفه عنه، إذ إن في حوزته 100 الف صاروخ وقدرات مختلفة اخرى».
من جهتها، قالت مصادر عسكرية إسرائيلية ان «الامر حُسم لدى المؤسسة العسكرية بأن الجيش السوري هو الذي اطلق صاروخ الكورنيت، الا انه لم يتضح بعد ما اذا كان الامر يتعلق بأوامر صادرة من أعلى أم نتيجة قرار محلي لضابط أو جندي». وأضافت المصادر في حديث لصحيفة «اسرائيل اليوم» أنّ «هذا التفصيل هامشي، لأن المسؤولية تبقى ملقاة على عاتق الجيش السوري، المسيطر على الميدان في المنطقة».
وبحسب المصادر نفسها، فإن التقديرات السائدة لدى الجيش الاسرائيلي ترى أنّ الحادث قد انتهى، لكنها تدعو الى اليقظة والتأهب استخبارياً على طول الحدود مع سوريا، مشيرة الى ان الجيش رفع بالفعل من مستوى الاستعداد والجاهزية في الجولان وزاد عديد قواته المنتشرة هناك، وتحديداً ما يتعلق بعديد منظومات الجمع الاستخباري في المنطقة.
وأكدت المصادر ان اطلاق صاروخ الكورنيت سيؤدي الى تغيير في اساليب الانشطة العملياتية المتبعة من قبل الجيش على طول الحدود، بما يشبه العودة الى اجراءات كانت متخذة على الحدود مع لبنان، جراء استهداف حزب الله المواقع والقوات الاسرائيلية بصواريخ متطورة مضادة للدروع.