في ترجمة صريحة لما قاله الرئيس الإيراني حسن روحاني عن «داعمي الإرهاب بدولارات النفط»، أعلنت طهران أمس، على لسان رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى علاء الدين بروجردي، أن السعودية هي داعم أساسي لـ«داعش» الى جانب الولايات المتحدة.
ويثير التمدد السريع لـ«داعش» مخاوف في دول الجوار، حيث أعلنت عمان بعد زيارة وزير الخارجية الأميركي جون كيري عن ضرورة «تضافر جهود المجتمع الدولي مع كل الأطراف ذات العلاقة» لتجنب التهديد الذي يستهدف المنطقة كلها. وفيما دعا رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، في اتصال مع نظيره البريطاني دايفيد كاميرون، الى تشكيل حكومة عراقية جديدة، أعلن الاتحاد الأوروبي عن عقد اجتماع للبحث في التطورات العراقية.
وقال بروجردي إن أميركا والسعودية هما «الداعمان الرئيسيان» لتنظيم «داعش»، على الرغم من أنهما تظهران نفسيهما بعيدتين عنه. وأوضح أن واشنطن وحلفاءها اعتزموا الثأر من هزيمتهم في سوريا عبر دعم «داعش» في العراق، مشيراً الى تطوع «أكثر من مليوني شخص» في القوات العسكرية العراقية استجابةً لفتوى المرجع السيد علي السيستاني.
وفي ظل تمدد داعش في العراق الى حدود الدول المجاورة، أعلن القائد العام لقوات الحرس الثوري الإيراني محمد علي جعفري أن حدود إيران «آمنة وأن أي عدو لا يجرؤ على التعرض لها حتى أميركا».
وفي عمان، التقى كيري نظيره الأردني ناصر جودة الذي أكد ضرورة إيجاد مسار سياسي في العراق يشمل جميع الأطراف «لإنهاء الأسباب» التي أدت الى الوضع الخطير». كذلك شدد الطرفان على «أهمية تضافر جهود جميع الأطراف ذات العلاقة والمجتمع الدولي لمواجهة التطورات التي يمر بها العراق والتي تهدد أمن المنطقة كلها».
ومن الدوحة، أعلن رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يوسف القرضاوي أن «الحوار وحده يستطيع حل أزمة العراق». غير أنه لم يبتعد عن خطابه المعتاد، حيث جدد التأكيد على تصريحاته قبل أسبوع، قائلاً خلال مؤتمر صحافي إن السنّة في مختلف أنحاء العالم «يواجهون القمع»، لكنهم «يواجهون قمعاً أكبر في ظل القيادة الشيعية في العراق». وأشار القرضاوي الى أن جماعات سنيّة تقاتل الى جانب «داعش»، بما فيها حزب البعث.
من جهته، أكد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان «ضرورة تشكيل حكومة عراقية جديدة، تعمل على إنهاء التوترات السياسية في البلاد»، وذلك خلال اتصال هاتفي مع نظيره البريطاني دايفيد كاميرون. واتفق الرئيسان على ضرورة زيادة «التعاون الثنائي لمحاربة الإرهاب».
على صعيدٍ آخر، أعلن وزير الطاقة التركي تانر يلدز ، أمس، عن مغادرة ثالث ناقلة محملة بنفط من إقليم كردستان العراق من مرفأ جيهان التركي، مشيراً الى أنه يجري تحميل ناقلة رابعة. أما الاتحاد الأوربي، فقد جددت الممثلة العليا للسياسة الخارجية في الاتحاد كاثرين آشتون التأكيد على موقف بروكسل في دعوة العراقيين الى «تشكيل حكومة عراقية تضم كل أطياف الشعب».
(أ ف ب، الأناضول، فارس)