روايات متضاربة جرى تداولها أمس حول حقيقة ما حصل في مدينة البوكمال (جنوب شرق دير الزور). فبعد أن تمّ تأكيد خروج مقاتلي «النصرة» بأسلحتهم الثقيلة من المدينة إلى وجهة غير مُحددة، انتشرت أول الأمر أنباء تفيد عن انسحاب «جبهة النصرة» من المدينة القريبة من الحدود السورية ـــ العراقية، قبل أن تنفي مصادر محسوبة على «مجلس شورى المجاهدين» (مشمش) صحة تلك الأنباء، وتروج أن مسلحي «النصرة» غادروا المدينة للانضمام إلى «معركة تحرير الموحسن»، التي أطلقها «المجلس».
مصادر «النصرة» امتنعت عن التعليق، فيما أكّد مصدر مرتبط بتنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» أنّ «الإخوة المهاجرين المنضمين إلى جبهة الجولاني تحققوا من أنهم يقاتلون تحت الراية الخطأ، وإلى هؤلاء يرجع الفضل في انسحاب جزء كبير من قوات النصرة من البوكمال».
في المقابل، أكد مصدر «جهادي» انشقّ عن «النصرة» أخيراً، أن «الجبهة لم تعد هي الجبهة، ومعظم الإخوة المهاجرين يدركون ذلك». المصدر قال لـ«الأخبار» إن «ما حصل في البوكمال هو انشقاق حقيقي عن النصرة، لكن مجلس شورى المجاهدين سارع إلى احتواء الأمر، بمساعدة عدد من الكتائب المحلية المتعاونة معه. وقد احتُجز عدد من مسلحي النصرة الذين اختاروا البقاء في المدينة للتحقيق معهم في حقيقة ما حدث، ومن بينهم الأخ أبو يوسف المصري». وتوقع المصدر أن «تتكشف الحقائق قريباً، بعد أن يبلغ الأخوة الذين تمكنوا من مغادرة البوكمال مأمنهم». أوساط «مشمش» أكدت في وقت متأخر ليل أمس أنّ «النصرة باقية في البوكمال، وقد أُلقي القبض على خلايا نائمة لداعش. وهؤلاء اعترفوا بوجود خلايا اخرى في صبيخان وذيبان وغيرهما».
وبدا لافتاً أن إعلان بدء «معركة تحرير الموحسن» لم يتمّ إلا بعد ورود أنباء الانشقاق، رغم أن هجوماً كبيراً استهدف المدينة منذ ظهر أمس، شنّه مسلحو «مشمش» الذي كان قد هدد أهالي الموحسن في بيان أول من أمس، بمشاركة «لواء جعفر الطيار»، ومسلحين من عشيرة الشعيطات. وشهدت المدينة معارك ضارية بينهم، وبين مجموعات محليّة موالية لـ«داعش»، وسط توقعات بازدياد حدة المعارك. وأكدت مصادر «مشمش» أن قواته هاجمت المدينة «بعد امتناع السكان عن تسليم الخونة. وتمت السيطرة على مداخل موحسن، وقُتل الملازم أول أبو هارون، واعتُقل أبو راشد قائد كتيبة الصاعقة. وأُسر العديد من ضباط المجلس العسكري أحفاد سليم إبليس (إدريس)».

ما حصل في
مدينة البوكمال هو انشقاق حقيقي عن «جبهة النصرة»

بدوره، تمكن «داعش» من بسط سيطرته على حقل التيم النفطيّ (جنوب غرب دير الزور)، وخلافاً لما جرى تداوله من أنّ التنظيم «خاض معارك عنيفة قبل السيطرة على الحقل»، أكد مصدر «جهادي» أن «الحقل تمّ تسليمه للدولة، في مقابل إفراجها عن عدد كبير من مسلحي مشمش كانت تحاصرهم داخل الحقل، وكان قتلهم جميعاً أمراً حتميّاً».
وعلى صعيد متصل، أعلن «داعش» بلدتي خشام وطابية الجزيرة «منطقة عسكرية»، مطالباً سكانهما بإخلائهما «حقناً لدمائهم»، ما أدى إلى حركة نزوح كبيرة عن البلدتين الواقعتين في الريف الشمالي لدير الزور.

«داعش» يحتفي بـ«مبايعين» جدد

«بيعة» جديدة احتفى بها تنظيم «داعش» أمس، ورغم أن عدد «المبايعين» لم يتجاوز الأربعة، غير أن «البيعة» تحظى بأهمية خاصة. فالوافدون الجدد كانوا حتى وقت قريب يقاتلون في صفوف «جبهة النصرة»، ومن بينهم «شرعيّ» و«مهاجران». «أمير قاطع جنوب دمشق» التابع لـ«ولاية دمشق» وفقاً للتسمية التي يعتمدها «داعش» سارع إلى إصدار بيان يزف فيه «بشرى مبايعة كلٍّ من أبو جعفر الشرعي، أبو الزهراء الأردني، أبو حمزة الأنصاري، وأبو حمزة المهاجر، للدولة الإسلامية».