ويمكن لهذه المؤشرات أن تقود إلى انتكاسة محتملة للهدنة في مقبل الأيام، ما لم يتمكّن المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، من إنقاذها ودفْع دول العدوان إلى الالتزام بها. ولهذه الغاية، كان المبعوث الأممي قد أجرى، أول من أمس، مباحثات مع الحكومة الموالية لـ«التحالف» في الرياض، قبل عودتها إلى مدينة عدن، تركّزت حول تنفيذ بنود الاتفاق. وفي هذا الإطار، جدَّد نائب وزير خارجية حكومة صنعاء، حسين العزي، دعوته السعودية إلى عدم المراهنة على أدواتها، في إشارة إلى «مجلس القيادة الرئاسي»، محدِّداً طريق السلام في اليمن بـ«إنهاء العدوان والحصار والاحتلال، وصولاً إلى استعادة السلام والإخاء وحسن الجوار».
كلّ المؤشرات تقود إلى انتكاسة محتملة للهدنة العسكرية والإنسانية في مقبل الأيام
في هذا الوقت، أكدت شركة طيران «اليمنية» على لسان الناطق الرسمي باسمها، سلام جباري، جهوزيتها الفنية الكاملة لتسيير رحلات من وإلى مطار صنعاء الدولي. وقال جباري إن «الشركة لم تُمنح أيّ تصاريح خاصّة بتسيير رحلات مدنيّة من مطار صنعاء إلى الوجهتَين المتَّفَق عليهما، الأردن ومصر»، مستبعداً منْح الشركة هذه التصاريح. وفي محاولة لإخلاء مسؤوليتها عن تعثّر تنفيذ اتفاق الهدنة، وخاصّة شقّه المتعلّق بفتح مطار صنعاء، قالت الحكومة اليمنية الموالية لـ«التحالف» على لسان وزير خارجيتها، أحمد بن مبارك، إنها وجّهت، منذ اليوم الأوّل لدخول الهدنة حيّز التنفيذ، باتخاذ كلّ الإجراءات الداخلية لتشغيل رحلتَين أسبوعياً من وإلى مطار صنعاء.
في غضون ذلك، التقى رئيس «المجلس السياسي الأعلى» في صنعاء، مهدي المشاط، وزير الدفاع في حكومة «الإنقاذ» اللواء محمد ناصر العاطفي، بالتزامن مع تحركات أميركية في البحر الأحمر، قرْب مضيق باب المندب. وعلى رغم إبداء المشاط حرصه على إنجاح الهدنة وفتْح مطار صنعاء وميناء الحديدة ورفع الحصار لتخفيف معاناة ملايين اليمنيين، رأى رئيس وفد صنعاء المفاوض، محمد عبد السلام، أن هذه التحرّكات «تعكس رغبة أميركا في استمرار الحرب والحصار على اليمن، وتتناقض مع زعم واشنطن دعْم الهدنة الإنسانية والعسكرية المعلَنة»، فيما اعتبر الناطق باسم حكومة «الإنقاذ»، وزير الإعلام ضيف الله الشامي، أن إعلان البحرية الأميركية تشكيل دوريات في البحر الأحمر «يُعدّ خرقاً للهدنة».