أصبحنا كلاجئين عبئاً على سلطتنا «الوطنية». يقولون إننا نقف عقبة في الطريق إلى السلام المزعوم مع كيان العدو، لإصرارنا على حق العودة. حولونا إلى يهود هذا العصر، فقد شردنا في صحراء البؤس منذ ما يزيد على نصف قرن. تائهون على موائد الانتظار في بلاد أعطت نفسها صلاحية تقرير مصيرنا! ربما نحن نقمة على هذه الدول وسبب مشاكلها وعلاتها. ربما نحن السبب في الحرب الأهلية اللبنانية، ونحن من سبّب الفراغ الدستوري.
يمكنكم القول إننا سبّبنا الحرب في سوريا، ونحن الذين أسقطنا العراق في براثن «الأميركان». نحن أيضاً من سبّب تقسيم السودان واندلاع الحرب في اليمن، والصومال، وتونس، ومصر. نحن أصحاب الربيع والخريف والشتاء وكل الفصول وقضيتنا الفلسطينية هي سبب المشاكل في بلاد العرب. وكي يسود الأمن والاستقرار في ربوع هذا الوطن الممتد من المحيط إلى الخليج، وحتى تستوي العلاقة بين الصهاينة وعالمنا العربي وتنتهي الآلام والحروب والكوارث ويقضى على الإرهاب ويعيش الناس بثبات ونبات
اقترح ما يأتي:
التبرؤ من الشعب الفلسطيني وقضيته. اعتباره شعباً إرهابياً يجب إزالته من الوجود، إما برمينا في البحر المتوسط أو الأحمر أو الأسود أو الخليج، أو بصنع «محرقة» عملاقة نُرمى فيها دفعة واحدة، ثم يذرى رمادنا في نهر الغانج أو بصلبنا على جذوع الأشجار حيث إننا من الذين يموتون واقفين كالإشجار ويصعب إركاعنا.
عندها، قد يحل السلام والأمان والوئام، وينعم الوطن العربي بنعمة الخلاص من همّ حملوه سنين طويلة.
فيا حكامنا الأفاضل، ويا ملوكنا ورؤساءنا وولاة أمورنا والمتحكمين بأمرنا، يا من حملتم همنا كل هذه السنين وناضلتم ودافعتم عن أولى القبلتين وقدمتم الغالي والنفيس من أجل فلسطين. يا من نضبت آبار نفطكم لأجلنا، وذهبت ملياراتكم في سبيل إعداد الجيوش وإمدادها بالأسلحة المتطورة لتحرير مقدساتكم التي يجول فيها المغتصب. يا من تخليتم عن عزّكم ورفاهيتكم ورغد عيشكم وعشتم مثلنا في الخيام عوضاً عن القصور، ها أنا اللاجئ الفلسطيني في بلدانكم وسبب كل تعاستكم وحزنكم وبلاويكم، أناشد فخامتكم وجلالتكم وسموكم أن ارحمونا منكم و«حلوا عنّا». لم نعد نقوى على كذبكم. اتركونا وحدنا، قولوا لنا كما قال بنو إسرائيل لموسى: اذهب أنت وربك فقاتلا. يا حكام العرب ضعونا على حدود وطننا، لكن لا تطلقوا رصاصكم على ظهورنا. سنذهب نحن وربنا لنقاتل وابقوا أنتم في نعيمكم... وعاشت أمتكم العربية!